وزير الخارجية المصري يوجه تحذيرًا شديدًا لإثيوبيا بشأن النيل

وجّه وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، رسالة قوية ومباشرة إلى إثيوبيا، أكد فيها أن القاهرة لن تتهاون في الدفاع عن حقوقها التاريخية والوجودية في مياه نهر النيل، مشددًا على أن مصر لن تسمح بأي تهديد لمصالحها الحيوية المرتبطة بالنهر.
وقال الوزير المصري: "لا تتوهموا أن مصر قد تنسى حقوقها ومصالحها الوجودية في النيل، فنحن لن نتهاون في ضمان حقوقنا، ولدينا القدرة على ذلك"، في إشارة واضحة إلى إصرار القاهرة على حماية أمنها المائي.

وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الخلافات العميقة بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة الإثيوبي، الذي تعتبره القاهرة تهديدًا مباشرًا لحصتها المائية التي تعتمد عليها بنسبة تتجاوز 90% من احتياجاتها. ففي حين تؤكد مصر أن أي إجراءات أحادية من جانب أديس أبابا من شأنها تقويض الأمن والاستقرار الإقليمي، تصر إثيوبيا على المضي قدمًا في سياساتها الخاصة بملء وتشغيل السد دون اتفاق ملزم مع دولتي المصب (مصر والسودان).
ويرى مراقبون أن الموقف المصري يعكس إصرارًا متجددًا على عدم السماح بأي مساس بحقوقها المائية، خصوصًا في ظل تزايد المخاوف من تأثيرات بيئية واقتصادية تهدد ملايين المصريين. كما أن تحذير القاهرة يعزز من احتمالية عودة القضية إلى أروقة المنظمات الدولية والإقليمية، وربما الدفع نحو تحركات أكثر صرامة إذا لم تُبدِ أديس أبابا مرونة حقيقية.
ويؤكد خبراء أن الرسالة المصرية تحمل دلالات استراتيجية، فهي لا تقتصر على التحذير المباشر لإثيوبيا، بل تعكس أيضًا استعداد القاهرة لاستخدام كافة أدواتها السياسية والدبلوماسية وربما غيرها، للحفاظ على أمنها القومي، باعتبار قضية النيل خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيره الإريتري التعاون وقضايا حوض النيل
التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، يوم السبت، نظيره وزير خارجية إريتريا عثمان صالح، وذلك على هامش اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك.
وخلال اللقاء، شدد الوزير عبد العاطي على عمق العلاقات التاريخية بين مصر وإريتريا، وما يربط الشعبين من أواصر الأخوة والتعاون الوثيق، مؤكداً حرص القاهرة على تعزيز التعاون الاستراتيجي مع أسمرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية، بما يعود بالنفع على الطرفين.