المنفي ومسعد بولس يجتمعان في نيويورك.. تعزيز الشراكة الأمريكية الليبية

شهدت العاصمة الأمريكية «نيويورك»، لقاءً استراتيجيًا جمع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، «محمد المنفي»، مع المستشار الرئاسي الأمريكي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط «مسعد بولس»، في خطوة تُؤكّد حرص الطرفين على تعزيز الشراكة والتنسيق في الملفات المتعلقة بالأمن والتنمية في ليبيا.
لقاء المنفي ومسعد بولس
والتقى محمد المنفي، على هامش «اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة» في نيويورك، المستشار الرئاسي الأمريكي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط مسعد بولس.
وشهد اللقاء مناقشة أبرز التطورات السياسية في ليبيا، وآليات التحضير للانتخابات الوطنية، فضلًا عن سُبل تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، والطاقة والاستثمار.
وأعرب «بولس»، عقب اللقاء، عن سعادته بلقاء رئيس المجلس الرئاسي الليبي، مُؤكّدًا أن «التوصل إلى ترتيب أمني دائم في طرابلس يعد أولوية مشتركة»، مُشيدًا بـ«الدعم المستمر للرئيس المنفي للأمم المتحدة والجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار والوحدة في ليبيا».
وجه بارز في واشنطن
يُذكر أن مسعد بولس (مواليد 1971) هو رجل أعمال أمريكي من أصل لبناني، ويُعدّ من الوجوه البارزة في الدوائر السياسية الأمريكية.ارتبط بدعم حملة دونالد ترامب الرئاسية في انتخابات 2024، ونشاطه في مجتمعات العرب الأمريكيين—خاصة في ولاية ميشيغان— ويعمل أيضًا مع شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك وبوريس إبشتاين. كما يعد والد مايكل بولس وزوج تيفاني ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي.
وتأتي هذه المباحثات في سياق جهود دولية مُكّثفة لدفع العملية السياسية الليبية قُدمًا، وسط تركيز مُتزايد على ضرورة إجراء انتخابات شاملة وتحقيق الأمن والاستقرار في العاصمة «طرابلس» ومناطق أخرى من البلاد.
ليبيا.. توافق بين «المنفي والدبيبة» لتعزيز الاستقرار في العاصمة طرابلس
من ناحية أخرى، في خطوة تُعدّ مُهمة نحو تحقيق الاستقرار، توصل كل من رئيس المجلس الرئاسي، «محمد المنفي»، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية، «عبد الحميد الدبيبة»، إلى إطار توافقي يُعزز الأمن والاستقرار في العاصمة الليبية «طرابلس»، في محاولة لكسر الجمود السياسي الذي تعيشه البلاد.
وفي هذا الصدد، أفادت وسائل إعلام ليبية، يوم الأحد، بأن «المنفي والدبيبة» اتفقا على إطار عام توافقي يسعى إلى تعزيز الاستقرار وتفعيل مؤسسات الدولة.
الردع أمام شروط صارمة
ويأتي هذا الاتفاق قبل انتهاء مهلة 48 ساعة التي منحتها وزارة الدفاع لجهاز الردع للموافقة على الشروط التي تشمل تسليم المطلوبين للنائب العام وتسليم القيادات المتورطة مباشرة في الجرائم الجسيمة، وتسليم مطار معيتيقة الدولي وميناء طرابلس البحري؛ والامتناع عن عرقلة الإجراءات الرسمية للدولة.
وأكدت المصادر، أن الأطراف الآن بصدد صياغة الاتفاق النهائي تمهيدا لتحديد موعد ومراسم توقيعه، في خطوة وصفها مراقبون بـ"المهمة" لإنهاء حالة التوتر الأمني التي تشهدها العاصمة منذ أيام.
في المقابل، أصدر أعيان وحكماء ومخاتير المنطقة الغربية بياناً أمام بعثة الأمم المتحدة للدعم في طرابلس، طالبوا فيه المجتمع الدولي بالإسراع في تنفيذ خارطة الطريق وتشكيل حكومة موحدة جديدة تمهّد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، مؤكدين رفضهم القاطع لاستخدام السلاح والعنف ضد المدنيين أو استغلال أموال الدولة.
المدنيون في خطر
فيما أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في العاصمة عن قلقها العميق من استمرار حشد القوات والأسلحة الثقيلة حول المدينة، معتبرة هذا التطور خطيرا ويشكل تهديدا مباشرا للمدنيين.
وأكدت البعثة أن المحادثات المتعلقة بالترتيبات الأمنية، التي بدأت منذ يونيو الماضي تحت رعاية المجلس الرئاسي، أحرزت تقدما في عدد من القضايا التي تهم حكومة الوحدة الوطنية، داعية جميع الأطراف إلى مواصلة الحوار وضبط النفس لتجنب أي تصعيد.
ليبيا.. اجتماع عاجل لرئيس المجلس الرئاسي لبحث سُبل التهدئة في طرابلس
في مسعى لاحتواء التوترات الأمنية المتصاعدة، عقد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، «محمد المنفي»، اجتماعًا ضم قيادات من المجتمعين المدني والعسكري، وممثلين عن مجلسي النواب والدولة عن منطقة "سوق الجمعة"، بالإضافة إلى مشايخ وناشطين، لبحث سُبل التهدئة بين قوة الردع واللواء (444 قتال).