مصر تُفعّل أدوات الضغط وتُراهن على دور «ترامب» في غزة

بينما تستمر «الحرب في غزة» في حصد الأرواح وتعميق الجراح، تتحرّك «مصر» بثُقلها السياسي مُستثمرةً أدوات الضغط الإقليمية والدولية، في مسعى واضح نحو التهدئة. وفي ظل التحولات الإقليمية والدولية، تعوّل القاهرة على دور محوري للرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، في وقف التصعيد والدفع نحو حل سياسي عاجل.
وفي هذا الصدد، أعلن وزير الخارجية المصري، «بدر عبد العاطي»، أن بلاده تستخدم مختلف أدوات التأثير والضغط باتجاه وقف الحرب في غزة، حسبما أفادت قناة «روسيا اليوم»، اليوم الجمعة.
مصر تدفع لوقف التصعيد
وقال عبد العاطي: «نستخدم مختلف أدوات التأثير مع الجانب الأمريكي، مع الجانب الأوروبي، مع كل الأطراف المعنية، للضغط والدفع باتجاه خفض التصعيد، وفي اتجاه وقف هذه الحرب الغاشمة ووقف فوري لإطلاق النار».
وأضاف: «كل الجهود مُستمرة، ومرة أخرى نعول على الرئيس الأمريكي، ترامب يُقدّم نفسه دائمًا على أنه رئيس السلام، وأنه القادر على فرض السلام».
وتابع الوزير المصري: «يُوجد انخراط مباشر ومستمر مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، مع الوزير مارك روبيو، مع المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف، ونقلنا كمجموعة عربية إسلامية كل الشواغل الخاصة في الجانبين العربي والإسلامي خاصة فيما يتعلق بالوقف الفوري لهذه الحرب الغاشمة الإسرائيلية الظالمة على سكان القطاع».
موقف واضح ضد الضم
وأكد بدر عبد العاطي، أنه «تم الحديث عن الرفض الكامل لضم الضفة الغربية».
ومساء يوم الثلاثاء، التقى «ترامب» بقادة عرب ومسلمين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة الوضع في غزة والحرب الدائرة بين «إسرائيل وحماس»، وحضر اللقاء أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، والملك عبد الله الثاني ملك الأردن، والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما حضر اللقاء المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف.
ترامب يصدم إسرائيل: «لن أسمح بضم الضفة الغربية»
من ناحية أخرى، في موقف أثار دهشة المراقبين وصدم حلفاء واشنطن في تل أبيب، فجّر الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، مفاجأة سياسية من العيار الثقيل، مُعلنًا وبلهجة حاسمة: «لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، سواء تحدثت مع نتنياهو بشأن ذلك أم لا». تصريحٌ قلب المعادلات وأعاد تسليط الضوء على حدود الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل، في وقتٍ تعيش فيه المنطقة حالة من الغليان السياسي.
وفي هذا الصدد، صرّح دونالد ترامب، بأن الولايات المتحدة لن تسمح لإسرائيل بضم «الضفة الغربية»، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، في أنباء عاجلة، اليوم الجمعة.
ترامب يرفض ضم الضفة
وقال ترامب: «لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية سواء تحدثت مع نتنياهو بشأن ذلك أم لا».
وفي وقت سابق، أفاد موقع «أكسيوس»، أن وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، ناقش خلال زيارته إلى تل أبيب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إمكانية ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية، وذلك ردًا على اعتراف عدة دول غربية بدولة فلسطين.
قلق أمريكي من الضم
وفي السياق ذاته، أفاد مسؤول أمريكي لموقع «أكسيوس»، بأن «الشاغل الرئيسي الذي أعرب عنه مسؤولو البيت الأبيض ووزارة الخارجية في عدة اجتماعات بهذا الشأن [ضم أجزاء من الضفة الغربية] كان من أن يُؤدي ذلك إلى انهيار اتفاقيات أبراهام وتشويه إرث ترامب».
من جانبه، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، «بتسلئيل سموتريتش»، اعتزام إسرائيل ضم (82) بالمئة من مساحة الضفة الغربية، وشدد على ضرورة «منع قيام دولة فلسطينية».
مصر ترد بقوة على «المزاعم الإسرائيلية» حول مفاوضات تبادل الأسرى والهدنة
من جهة أخرى، وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتصاعد الأخبار المتضاربة، أكدت «مصر» موقفها الرسمي الثابت، رافضة «المزاعم الإسرائيلية» التي تهدف إلى خلق «بلبلة» في مسار مفاوضات تبادل الأسرى والهدنة، في خطوة تعكس حرص القاهرة على استقرار العملية السياسية في قطاع غزة.