الجزائر تؤكد في مؤتمر نيويورك أن الدفاع عن فلسطين قضية تحرر وكرامة إنسانية

أكد السفير براح سفيان محمد، سفير الجزائر لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن الدفاع عن فلسطين ليس مجرد واجب دبلوماسي أو موقف سياسي عابر، بل هو امتداد لهوية مشتركة وذاكرة تاريخية تتناقلها الأجيال العربية جيلاً بعد جيل، مشدداً على أن صوت الجزائر ومصر ومعهما الدول العربية سيبقى موحداً في نصرة الحق الفلسطيني باعتباره صوت العدالة والكرامة الإنسانية والإيمان بالحرية.
وأوضح أن الجزائر، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، تجدد التزامها بمواصلة حشد الاعترافات الدولية وتثبيت مكانة دولة فلسطين كاملة الحقوق، إدراكاً منها أن القضية الفلسطينية ليست مجرد ملف سياسي وإنما قضية تحرر تحفظ كرامة الشعوب ولا تسقط بالتقادم.

وأشار إلى أن التجربة الجزائرية الأصيلة في مقاومة الاستعمار تلتقي مع الدور التاريخي لمصر في نصرة القضايا العادلة، حيث تشكل التجربتان ذاكرة عربية مشتركة وإرثاً تحررياً يمنح البلدين قدرة خاصة على استشعار المخاطر المحدقة بالشعوب حين يُسلب حقها في تقرير مصيرها.
وأضاف أن الجزائر لعبت دوراً محورياً منذ استقلالها عام 1962 في دعم القضية الفلسطينية، فكانت من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية، وساهمت في تمكين الرئيس الراحل ياسر عرفات من إلقاء خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974، والذي أعقبه اعتماد قرارات دولية رسّخت الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وبالمنظمة ممثلاً شرعياً وحيداً له.
كما ذكّر بأن الجزائر احتضنت في 15 نوفمبر 1988 إعلان قيام دولة فلسطين من قاعة الصنوبر، وهو الحدث الذي شكّل نقطة انطلاق لحملة دبلوماسية واسعة أدت إلى اعتراف أكثر من مائة دولة خلال أشهر قليلة، ثم واصلت الجزائر دورها في التصدي لمحاولات شرعنة الاحتلال والاستيطان، وكان من أبرز إسهاماتها الدفع عام 2022 بطلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية حول الآثار القانونية للاحتلال الإسرائيلي.
وشدد السفير براح سفيان على أن مؤتمر نيويورك حول حل الدولتين، الذي انعقد يوم 22 سبتمبر الجاري، شكّل محطة بارزة لتجديد التأكيد على أن استقرار المنطقة وأمنها لن يتحققا إلا عبر تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، التي ستظل رمزاً للهوية العربية والإسلامية ومركزاً للروح الحضارية للأمة.