مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ماكرون يستحضر درويش في الأمم المتحدة.. السياسة تصغي للشعر وفلسطين "سيدة الأرض"

نشر
الأمصار

في لفتة رمزية تحمل أبعاداً إنسانية وثقافية، استشهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأبيات للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، خلال كلمته في مؤتمر حل الدولتين الذي عقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، على هامش إعلان باريس اعترافها الرسمي بدولة فلسطين.

وقال ماكرون في خطابه: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة، على هذه الأرض سيدة الأرض، أم البدايات أم النهايات، كانت تسمى فلسطين، صارت تُسمّى فلسطين، سيدتي: أستحق، لأنكِ سيدتي، أستحق الحياة". 

وهي كلمات مأخوذة من قصيدة درويش الشهيرة "على هذه الأرض"، التي باتت من أبرز النصوص الشعرية في الأدب العربي الحديث.

قصيدة درويش تتحول إلى شعار عالمي

قصيدة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" لم تعد مجرد نص أدبي، بل تحولت إلى أيقونة ثقافية وشعار عالمي يتردد في المظاهرات والفعاليات المؤيدة لفلسطين حول العالم. 

فقد خلد درويش في هذه الأبيات حبه للأرض والهوية الفلسطينية، مانحاً فلسطين لقب "سيدة الأرض" في إشارة إلى صمودها وارتباطها العميق بالجذور والذاكرة.

درويش.. صوت الهوية الفلسطينية

يعتبر محمود درويش (1941-2008) شاعر القضية الفلسطينية الأول، وصوتاً عالمياً لمعاناة شعبه وآماله. 

أصدر أكثر من 30 ديوانًا شعريًا، جمع فيها بين البساطة والعمق، وتناول قضايا الوطن والمنفى والهوية. 

ومن أبرز أعماله: سجل أنا عربي، جدارية، عاشق من فلسطين، أحن إلى خبز أمي، وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة. 

ورغم رحيله، ما تزال أشعاره حاضرة في المناسبات السياسية والثقافية باعتبارها تجسيدًا لصوت الفلسطيني المقاوم.

أبعاد سياسية وثقافية

ويرى محللون سياسيون أن استشهاد ماكرون بدرويش يعكس رغبة فرنسية في إعطاء اعترافها الرسمي بدولة فلسطين بعداً يتجاوز السياسة التقليدية، ليحمل أيضاً رسالة ثقافية وأخلاقية. 

فاستدعاء صوت درويش، الذي ارتبط اسمه بالحرية والكرامة، يعد محاولة لإضفاء بعد إنساني على موقف باريس، وتأكيداً على أن الأدب يمكن أن يكون جسراً للحوار والتفاهم بين الشعوب.

بهذا الموقف، يكون الرئيس الفرنسي قد جمع بين السياسة والثقافة في خطاب واحد، مؤكداً أن الاعتراف بفلسطين لا ينفصل عن الاعتراف بتاريخها وذاكرتها وشعرها الذي عبر عن معاناة شعبها وأحلامه.