الرجوب: وقف الحرب في غزة أولوية قبل الاعتراف بالدولة

أكد الفريق جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أن الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي وقف الحرب الدائرة في قطاع غزة، مشدداً على أن أي حديث عن الاعتراف اللفظي بالدولة الفلسطينية يظل ناقصاً ما لم يترافق مع خطوات عملية تعكس السيادة الفلسطينية على الأرض.
وأوضح الرجوب، في تصريحات لصحيفة، على هامش انعقاد مؤتمر حل الدولتين في نيويورك، أن الاعتراف الدولي المتجدد بفلسطين جاء نتيجة الدم النازف في غزة إلى جانب تاريخ طويل من النضال السياسي والدبلوماسي، إضافة إلى جهود الدبلوماسية الشعبية الفلسطينية.
وأشار إلى أن اتفاقية مونتيفيديو، التي تحدد معايير قيام الدول، تنص على أربعة عناصر أساسية: الشعب، والأرض، والحكومة، والقدرة على الدخول في علاقات دولية، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يمتلك هذه المقومات بالفعل.
لكنه لفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي الفاشي يفرض سيطرته على الأرض ويحول دون تمكين الحكومة الفلسطينية من ممارسة سلطاتها وتنفيذ مشاريعها.
وبيّن الرجوب أن هذا الوضع يجعل استقلال فلسطين ناقصاً، حيث تغيب السيادة الكاملة في ظل استمرار العدوان على غزة منذ نحو عامين، إلى جانب سياسة "الضم الزاحف" في الضفة الغربية وما يصاحبها من اجتياحات واعتداءات المستوطنين.

واعتبر أن الاعترافات الدولية الأخيرة بدولة فلسطين جاءت بصيغة غامضة وفضفاضة، بلا سقف زمني واضح للتنفيذ، الأمر الذي يجعلها أقرب إلى حلول وسطية تميل نحو مفهوم الدولة على حساب الحق التاريخي للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن هذا الاعتراف يُمثل "حلاً وسطاً عقلياً" أكثر منه "أخلاقياً"، إذ يظل مشروطاً بموازين القوى الراهنة.
وأكد الرجوب أن المجتمع الدولي سيواصل الاكتفاء بالتصريحات اللفظية ما لم تعلن الحركة الوطنية الفلسطينية سيادتها الفعلية عبر إقامة مؤسسات الدولة من دستور وبرلمان وهيئات حاكمة، مشيراً إلى أن الاحتلال يواصل العبث بالأرض والمقدسات والبشر بينما يبقى شعار "حل الدولتين" مجرد كلام بلا إجراءات.
وختم بالتشديد على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية ضرورة وليست خياراً سياسياً، معتبراً أنها السبيل الوحيد لمواجهة التحديات وتحقيق السيادة على الأرض.