الرئيس السوري: بلدنا بحاجة لرفع العقوبات لجذب الاستثمارات

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، أن مهمة إعادة بناء الاقتصاد السوري بعد سنوات طويلة من الأزمات تعد من أكبر التحديات التي تواجه بلاده حالياً، مشدداً على أن هذه الجهود لن تؤتي ثمارها إلا برفع العقوبات الأميركية بشكل نهائي، بما يتيح لسوريا الانفتاح على الاستثمارات الدولية والشركات العالمية.
جاء ذلك خلال مشاركة الشرع، اليوم الإثنين، في فعاليات قمة "كونكورديا" العالمية المنعقدة في نيويورك، والتي تُقام سنوياً على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشاركة قادة حكومات ورجال أعمال وممثلين عن منظمات المجتمع المدني لمناقشة أبرز القضايا والتحديات الدولية.
وقال الشرع في كلمته: "سوريا تحتاج إلى فرصة جديدة للحياة، وقد اتخذنا خطوات جادة للانتقال من مرحلة الأزمات إلى مرحلة التنمية المستدامة"، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب رفعت العقوبات المفروضة على بلاده، لكنه دعا الكونغرس الأميركي إلى اتخاذ خطوة مماثلة لإلغاء هذه العقوبات بشكل نهائي ودائم.
وكشف الرئيس السوري عن أن بلاده تمكنت من استقطاب استثمارات خارجية بقيمة 28 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الماضية، وذلك في أعقاب التغيير السياسي الذي شهدته دمشق.
وأوضح أن الحكومة الجديدة وضعت خطة طموحة لجذب ما لا يقل عن 100 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، بهدف إعادة بناء البنية التحتية المدمرة وتطوير قطاعات الطاقة والنقل والاتصالات والإسكان.
وأشار الشرع إلى أن الحكومة الحالية تتبنى نهجاً اقتصادياً جديداً يركز على فتح أبواب الاستثمار بدلاً من الاعتماد على المساعدات المشروطة أو القروض المُسيّسة، مؤكداً أن الولايات المتحدة وشركاء دوليين آخرين أبدوا رغبة كبيرة في المشاركة بعملية إعادة الإعمار.
وفي سياق حديثه، شدد الشرع على أن سوريا تنتهج سياسة خارجية قائمة على إقامة علاقات هادئة مع جميع الدول، وعدم الدخول في صراعات أو تشكيل تهديد لأي طرف، لافتاً إلى أن المنطقة بأسرها تشهد مرحلة جديدة مليئة بالتحديات، لكن أيضاً بالفرص التي يمكن استثمارها لتحقيق الاستقرار والنمو.

كما أعلن الرئيس السوري أن بلاده تستعد لإجراء أول انتخابات برلمانية في الخامس من أكتوبر المقبل، وهي الخطوة التي وصفها بالمفصلية في ترسيخ الشرعية الداخلية وإشراك مختلف القوى السياسية في عملية إعادة البناء.
ويأتي خطاب الشرع في وقت ينظر فيه المراقبون الدوليون إلى سوريا باعتبارها مقبلة على مرحلة سياسية واقتصادية جديدة، خاصة بعد طي صفحة النظام السابق بقيادة بشار الأسد. ويترقب المجتمع الدولي كيف ستنجح الحكومة الجديدة في تحويل الاستقرار النسبي إلى فرص اقتصادية واستثمارية قادرة على انتشال البلاد من آثار الحرب الطويلة.
ومن المنتظر أن يلقي الرئيس السوري خطاباً رسمياً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة غداً الثلاثاء، على أن يعقد أيضاً لقاءات ثنائية مع عدد من القادة، من بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، لبحث مستقبل العلاقات الثنائية وسبل دعم إعادة إعمار سوريا.