مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

سوريا.. حرائق جديدة تلتهم غابات ريف اللاذقية وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة

نشر
الأمصار

اندلع أمس الأحد حريق ضخم في الغابات الممتدة بين قريتي الريحانية والسكرية بمنطقة ربيعة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، حيث سارعت فرق الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء الحراجي للتصدي للنيران التي واجهت تضاريس وعرة وسرعة انتشار كبيرة، إضافة إلى وجود ألغام وذخائر غير منفجرة شكلت خطراً مضاعفاً على عناصر الإطفاء.

كما تمكنت فرق الإطفاء من إخماد حريق آخر فجر الاثنين في منطقة الشيخ بدر بريف طرطوس، بالقرب من جسر الشيخ حسن، حيث تم تبريد الموقع بالكامل منعاً لتجدد الاشتعال.

جهود وقائية لاحتواء الخطر

في موازاة عمليات الإطفاء، أنجزت مديرية الدفاع المدني في محافظة اللاذقية فتح نحو 200 كيلومتر من خطوط النار داخل الغابات والأحراش. 

وتهدف هذه الإجراءات إلى فصل المساحات الخضراء وتأمين وصول الآليات إلى بؤر النيران، في إطار خطة وقائية شاملة للحد من الخسائر البيئية والاقتصادية.

وأوضح مدير الدفاع المدني في اللاذقية، عبد الكافي كيال، أن هذه الخطوط التي يجري استكمالها تدريجياً تشكل حواجز مانعة لانتشار الحرائق، وتمكن الفرق من التدخل السريع لحماية القرى المجاورة والتجمعات السكانية. 

وأكد أن العمل يتم منذ أكثر من شهر باستخدام أكثر من 20 آلية مجنزرة من نوع بلدوزر وتركسات، إضافة إلى معدات مساعدة موزعة على جبلي الأكراد والتركمان، مع خطط للانتقال إلى غابات صلنفة قريباً.

تحذيرات من خطورة الوضع البيئي

الجهات المختصة شددت على أن تكرار اندلاع الحرائق في المحافظات السورية يشكل تهديداً مباشراً للغابات والغطاء النباتي، محذرة من أن استمرار الظروف الجوية الحارة والجافة يرفع من احتمالية تفاقم هذه الكوارث خلال الفترة المقبلة.

خسائر ضخمة في حرائق سابقة

يشار إلى أن شهر يوليو الماضي شهد حرائق هائلة في جبال اللاذقية استمرت 12 يوماً متواصلة، وأدت إلى تدمير أكثر من 16 ألف هكتار من الغابات الحراجية، بينها 2200 هكتار من الأراضي الزراعية، متسببة بأضرار طالت نحو 45 قرية. 

وبلغ عدد العائلات المتضررة قرابة 1200 عائلة، وفق التقديرات الرسمية للحكومة السورية.

مناشدة بيئية

في ظل هذه التحديات، ناشد ناشطون بيئيون وخبراء زراعيون بضرورة تعزيز إمكانيات فرق الإطفاء وتوفير دعم إضافي للبنية التحتية الوقائية، إلى جانب إطلاق حملات توعية محلية لأهالي القرى الجبلية حول أساليب التعامل مع الحرائق وتقليل مسبباتها. 

كما طالبوا بوضع خطط عاجلة لإعادة تشجير المناطق المتضررة، لتقليل الآثار الكارثية على التنوع الحيوي والحد من التصحر الذي يهدد المنطقة على المدى البعيد.