جيش الاحتلال: نواصل تطبيق وقف إطلاق النار في لبنان

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم ، أنه سيواصل تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية مع لبنان، مشددًا على أنه لن يسمح لحزب الله بإعادة إنشاء مواقع أو مخابئ تم تدميرها خلال التصعيدات السابقة.
وأوضح الجيش، في بيان رسمي، أن قواته "تراقب عن كثب تحركات حزب الله في المناطق الحدودية"، وأن "عناصر الحزب يحاولون إعادة تموضعهم وإعادة إنشاء بنى تحتية عسكرية على طول الحدود"، في إشارة إلى المناطق التي تعرضت لقصف مكثف في الأشهر الماضية.
وأضاف البيان: "نحن ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني، لكننا لن نتردد في التحرك عسكريًا ضد أي محاولة لإعادة تفعيل القدرات الهجومية لحزب الله قرب حدودنا الشمالية."
وتأتي هذه التصريحات بعد تقارير إعلامية إسرائيلية تحدثت عن أن الحزب بدأ فعليًا بإعادة ترميم بعض المواقع قرب الخط الأزرق، مستفيدًا من الهدوء النسبي في بعض القطاعات.
قلق إسرائيلي من "إعادة التموضع"
مسؤولون أمنيون إسرائيليون عبّروا عن قلقهم من أن حزب الله "يستغل وقف إطلاق النار لإعادة بناء خطوط الإمداد والمراقبة"، ما قد يشكّل، بحسب تقديرهم، "تهديدًا متجددًا على المستوطنات الشمالية".
ونقل الإعلام العبري عن مصدر عسكري رفيع قوله إن "الجيش لن يسمح للحزب بتكرار سيناريو 2006 حين استغل فترات التهدئة لتعزيز مواقعه".
هدنة هشة في ظل التصعيد الإقليمي
يأتي هذا الموقف الإسرائيلي وسط تصعيد إقليمي متزايد، خاصة في قطاع غزة، مما يجعل الجبهة الشمالية محل توتر دائم، رغم الهدوء النسبي السائد منذ أسابيع بعد وساطات دولية بين الطرفين.
ويرى مراقبون أن تصريح الجيش الإسرائيلي يعكس حالة عدم الثقة المتبادلة، واحتمالية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في حال استمر حزب الله في تحركاته على الأرض، كما تتهمه إسرائيل.
قاسم: مواجهة الخطر الإسرائيلي تستدعي وحدة المقاومة والشعوب
و-ي سياق منفصل، حذّر الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ حزب الله اللبناني (لبنان)، من أن المنطقة بأسرها تقف اليوم أمام "منعطف استثنائي وخطير"، في ظل ما وصفه بـ "التوحش الإسرائيلي المدعوم بالكامل من الولايات المتحدة الأمريكية (الولايات المتحدة)".
وقال قاسم، في كلمة متلفزة بثّت اليوم الجمعة وتابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "(إسرائيل) وصلت إلى ذروة الإجرام والتوحش، متجاهلة كل القوانين الدولية والحقوقية والإنسانية، وبغطاء سياسي وعسكري أمريكي كامل". وأضاف أن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أعلن بشكل صريح سعيه لتحقيق ما يُعرف بـ "إسرائيل الكبرى"، بما يحمله ذلك من محاولات لتغيير خريطة الشرق الأوسط بشكل جذري.
وأشار نائب الأمين العام لحزب الله إلى أن "ما بعد الضربة الإسرائيلية في قطر (قطر) لن يكون كما قبلها"، موضحاً أن هذا التصعيد الإسرائيلي يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع، لا يمكن مواجهتها إلا عبر ما سماه "توحّد قوى المقاومة والأنظمة السياسية والشعوب العربية والإسلامية في جبهة واحدة".
وأكد قاسم أن "المطلوب اليوم قلب المعادلة بشكل واضح، بحيث يُنظر إلى (إسرائيل) باعتبارها الخطر الحقيقي على المنطقة، لا المقاومة"، مشدداً على أن "سلاح المقاومة في لبنان موجه حصراً نحو العدو الإسرائيلي، وليس إلى الداخل اللبناني أو إلى أي دولة أو جهة أخرى في العالم".