الأمم المتحدة تطالب بوقف فوري للقتال في الفاشر السودانية

جددت الأمم المتحدة دعوتها إلى وقف الأعمال العدائية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، غرب السودان، وسط تحذيرات متزايدة من تدهور خطير يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين منذ أكثر من 500 يوم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في بيان عبر المتحدث باسمه، إنه يشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد العسكري في الفاشر، مؤكداً أن قوات الدعم السريع السودانية تفرض حصاراً خانقاً على المدينة منذ أشهر طويلة.
وأشار إلى أن الهجمات على الأحياء السكنية تكثفت خلال الأسابيع الأخيرة، ما أجبر غالبية سكان مخيم أبوشوك للنازحين على النزوح مجدداً تحت وطأة القصف والغارات الجوية.
وشدد جوتيريش على ضرورة التوصل إلى وقف فوري للأعمال العدائية وضمان حماية المدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، إضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودائم. كما طالب بتأمين ممرات آمنة للمدنيين الراغبين في مغادرة المنطقة طوعاً.
وأوضح الأمين العام أن المدنيين السودانيين يتحملون العبء الأكبر من الصراع، مشيراً إلى أن استمرار القتال يزيد من المخاطر الإنسانية ويهدد بموجات نزوح جديدة. كما دعا الأطراف المتحاربة إلى الانخراط في حوار جاد يقود إلى وقف شامل لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل سياسي مستدام للأزمة.

وأكد جوتيريش أن مبعوثه الشخصي إلى السودان، الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة، على تواصل مع مختلف الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم أي جهود جدية من شأنها إنهاء القتال وفتح مسار سياسي شامل.
من جانبها، أعربت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون عن صدمتها من هجوم استهدف مسجداً في الفاشر يوم الجمعة الماضي، وأسفر عن مقتل عشرات المدنيين أثناء تأدية الصلاة.
يأتي ذلك في وقت حذرت فيه تقارير أممية من تدهور الوضع الإنساني في مخيم أبوشوك وغيره من مخيمات النزوح المحيطة بالفاشر، حيث رصد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مؤشرات على ظروف شبيهة بالمجاعة العام الماضي. ومع تقدم المقاتلين إلى عمق المدينة، يزداد خطر تفاقم العنف القبلي والانقسامات المجتمعية.
ويخشى المراقبون أن يؤدي استمرار الحصار والعمليات العسكرية إلى تفجير أزمة إنسانية غير مسبوقة في شمال دارفور، ما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً لتجنيب المدنيين كارثة محققة.