المغرب يدخل نادي الدول المصنعة للسلاح بإنتاج المدرعات

أعلنت الرباط ونيودلهي عن خطوة نوعية في العلاقات الدفاعية بين البلدين مع تدشين مصنع لإنتاج المدرعات في المغرب، في إطار شراكة بين مجموعة "تاتا" الهندية والحكومة المغربية، في خطوة تعتبر بداية لتوطين صناعة دفاعية محلية تُقلّل الاعتماد على الاستيراد وتعزّز السيادة العسكرية للمملكة.
وقال بيان رسمي إن وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ سيقوم بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية خلال الأيام المقبلة لافتتاح منشأة تصنيع المدرعات التابعة لشركة Tata Advanced Systems بالمركب الصناعي بمدينة برشيد، حيث ستنتج المنظومة المدرعة ذات العجلات المعروفة باسم Wheeled Armoured Platform (WhAP) 8×8.
المصنع، الذي يوصف بأنه أول منشأة هندية لصناعة الدفاع في إفريقيا، يمثل امتدادًا لمذكرة التفاهم واتفاقيات التعاون التي أبرمت بين الرباط وتاتا خلال العامين الماضيين، ويمثّل علامة فارقة في استراتيجية المغرب الرامية إلى إرساء قدرات محلية في مجالات التجميع والصيانة ونقل التكنولوجيا.

ومن المتوقع أن تركز الزيارة الرسمية على تعزيز الشراكة الموسعة بين الهند والمغرب في مجالات التدريب ونقل التكنولوجيا والتعاون الصناعي والدفاعي، إذ سيلتقي الوزير الهندي خلال زيارته بمسؤولين مغاربة بينهم الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديـي، لمناقشة جدول التعاون وتوقيع اتفاقيات فنية وإنمائية ذات صلة.
وتسعى الرباط من خلال هذا المشروع إلى الوصول إلى مستويات عالية من الإدماج المحلي لمكونات المدرعات تدريجيًا، بما يسهم في خلق سلاسل توريد وطنية وفرص تشغيل للمهندسين والتقنيين المغاربة، إلى جانب بناء كفاءات قادرة على صيانة وتطوير هذه الأنظمة داخل البلاد. كما يُتوقع أن تفتح هذه المبادرة أبوابًا للتصدير الإقليمي لاحقًا إذا ما تحقّق مستوى تنافسي في الإنتاج والاعتمادية.
المحللون يرون أن افتتاح مصنع Tata في برشيد يتوازى مع استراتيجية أوسع للرباط تهدف إلى تنويع شركاءها العسكريين وبناء قطاع دفاعي محلي بدعم من استثمارات أجنبية مباشرة وتشريعات محفّزة، في سياق تحيّن المغرب لفرص الشراكات مع فاعلين عالميين في الصناعة الدفاعية. كما يضاف هذا المشروع إلى سلسلة الخطوات التي اتخذتها المملكة مؤخراً لتأسيس مناطق صناعية متخصصة وجذب شركات دولية تعمل في الطائرات المسيرة ومكونات الطائرات والذخائر.