إسرائيل تعترض صاروخًا من اليمن بعد هجوم بطائرة مسيّرة على إيلات

أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الخميس، اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن باتجاه الأراضي المحتلة، في تطور أمني جديد يزيد من حدة التوتر في المنطقة. وأكدت "الجبهة الداخلية الإسرائيلية" أن صفارات الإنذار دوت في القدس وتل أبيب فور رصد المقذوف، وسط حالة من الاستنفار الأمني.

وبحسب ما نقلته قناة "آي 24" الإسرائيلية، يأتي هذا الحادث بعد ساعات من هجوم بطائرة مسيّرة أطلقتها جماعة الحوثي اليمنية، حيث تمكنت من اختراق المجال الجوي ووصلت إلى مدينة إيلات جنوب الأراضي المحتلة، قبل أن تسقط قرب مدخل أحد الفنادق. وأدى سقوط الطائرة إلى اندلاع حريق محدود تمت السيطرة عليه من قبل فرق الإطفاء، فيما لم تسجل أي إصابات بشرية.

وشهدت المدينة حالة من الذعر بين النزلاء والسكان المحليين، بينما هرعت وحدات الشرطة وخبراء المتفجرات إلى موقع الحادث لفحص طبيعة الحطام الذي عُثر عليه. وأوضحت التحقيقات الأولية أن الحطام قد يكون ناجمًا عن الطائرة المسيّرة نفسها أو بقايا صواريخ اعتراضية أطلقتها الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

الهجوم الجديد يأتي ضمن سلسلة عمليات تبنتها جماعة الحوثي في اليمن خلال الأشهر الأخيرة، حيث تستهدف الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية مواقع إسرائيلية، في إطار ما تصفه الجماعة بأنه "دعم للشعب الفلسطيني" في مواجهة التصعيد العسكري في قطاع غزة.

من جانبها، كثّفت السلطات الإسرائيلية حالة التأهب، لا سيما في جنوب البلاد والمناطق القريبة من البحر الأحمر، تحسبًا لهجمات إضافية محتملة. كما وجهت وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية السكان بضرورة الالتزام بتعليمات السلامة والتوجه إلى الملاجئ عند سماع صفارات الإنذار.

ويعكس هذا التصعيد اتساع رقعة المواجهة الإقليمية، إذ باتت إسرائيل تواجه تهديدات مباشرة من عدة جبهات، ليس فقط من غزة ولبنان وسوريا، وإنما أيضًا من العمق اليمني البعيد. ويرى محللون أن استمرار هذه الهجمات قد يفرض على إسرائيل خيارات عسكرية وسياسية أكثر تعقيدًا، وسط ضغوط داخلية متزايدة لحماية المدن والمراكز الحيوية من الاستهداف.

وبالرغم من عدم وقوع إصابات بشرية في الهجوم الأخير، إلا أن تكرار مثل هذه العمليات يثير مخاوف جدية من احتمال وقوع خسائر أكبر مستقبلًا، خاصة مع استخدام الحوثيين لصواريخ بعيدة المدى وتقنيات متطورة في الطائرات المسيّرة.