مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مصر وإسبانيا.. زيارة ملكية تعزز الشراكة الاستراتيجية وتوثقها الأهرامات

نشر
الأمصار

استقبلت مصر، أمس الأربعاء، حدثًا دبلوماسيًا بارزًا، تمثل في زيارة رسمية للعاهل الإسباني الملك فيليبي السادس وزوجته الملكة ليتيزيا، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة ومدريد. 

مأدبة عشاء وجولة في الأهرامات

عقب اللقاء الرسمي ومراسم تبادل الأوسمة، أقام الرئيس السيسي وزوجته مأدبة عشاء تكريمًا للعاهل الإسباني وزوجته. 

وبعد العشاء، اصطحب الرئيس المصري وحرمه الملك فيليبي السادس والملكة ليتيزيا في جولة سياحية تاريخية بمنطقة أهرامات الجيزة وأبو الهول.

وخلال الجولة، استمع الضيفان إلى شرح موجز من الخبراء حول تاريخ أبو الهول ودلالاته الحضارية، كما التقطت صور تذكارية وثقت هذه اللحظات المميزة وسط أجواء من الود والاحتفاء. وأكدت الجولة على البعد الثقافي والإنساني للزيارة، حيث تمثل الأهرامات رمزًا للحضارة المصرية التي تحظى باهتمام عالمي.

تبادل أرفع الأوسمة بين الجانبين

وخلال اللقاء، تبادل الجانبان الأوسمة رفيعة المستوى في مراسم رسمية، حيث قلد الرئيس السيسي الملك فيليبي السادس قلادة النيل، وهي أرفع وسام مصري يمنح تكريماً للشخصيات التي تقدم إسهامات بارزة في تعزيز العلاقات الدولية. 

كما منح السيدة الأولى، انتصار السيسي، الملكة ليتيزيا وسام الكمال من الطبقة الممتازة، وهو أرفع وسام مصري يمنح للسيدات.

من جهته، قدم الملك فيليبي السادس للرئيس المصري القلادة الملكية لوسام "إيزابيل لاكاتوليكا"، أحد أرفع الأوسمة الإسبانية التي تُمنح للشخصيات البارزة حول العالم، فيما حصلت قرينة الرئيس المصري على الوسام ذاته تكريمًا لمكانتها ودورها.

مباحثات معمقة وشراكة استراتيجية

من جانبه، أوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي، أن المباحثات التي جرت بين الرئيس السيسي والملك الإسباني تناولت آفاق التعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات، وعلى رأسها الاقتصاد والاستثمار والسياحة. 

وأكد الرئيس المصري أن زيارة الملك فيليبي السادس تمثل دفعة قوية لمسار الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة ومدريد، فيما أعرب العاهل الإسباني عن امتنانه لحفاوة الاستقبال، مشيرًا إلى أن المباحثات ستسهم في فتح صفحة جديدة من التعاون الوثيق.

كما تطرقت المناقشات إلى تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين، وهو تعاون يمتد منذ ستينيات القرن الماضي، حيث شدد الرئيس السيسي على أهمية توسيع آفاق التعاون في مجال الآثار والأنشطة الثقافية والفنية المشتركة، إلى جانب تطوير التعاون الأكاديمي والتعليمي، بما يتيح فرصًا أوسع للتقارب بين الشعبين المصري والإسباني.

التعاون السياحي والمتحف المصري الكبير

وفي ضوء المكانة السياحية المتميزة لكل من مصر وإسبانيا، ناقش الجانبان آليات تعزيز التعاون السياحي وزيادة حركة السياحة المتبادلة، وذلك بالاستفادة من خبرات البلدين في إدارة المقاصد السياحية. 

وأبرز المتحدث الرئاسي أن المباحثات ركزت على استغلال الزخم الذي سيشهده قطاع السياحة المصري مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، باعتباره واحدًا من أكبر وأهم المتاحف على مستوى العالم.

إشادة متبادلة وتوافق في الرؤى

أعرب الملك الإسباني، وفق البيان الرسمي الصادر عن الرئاسة المصرية، عن تقديره للنتائج المثمرة التي أسفرت عنها المباحثات مع الرئيس السيسي، مشددًا على أن بلاده تتطلع إلى مزيد من التعاون المثمر مع القاهرة في شتى المجالات. 

كما أشاد بالتوافق في الرؤى بين البلدين تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

بدوره، أكد الرئيس السيسي أن مصر تحرص على توطيد علاقاتها مع إسبانيا، ليس فقط على الصعيد الثنائي، وإنما أيضًا في إطار الشراكة الأوسع مع الاتحاد الأوروبي، باعتبار مدريد إحدى العواصم الأوروبية المؤثرة في سياسات الاتحاد.

دلالة الزيارة

تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة، كونها تأتي في توقيت يشهد فيه العالم تطورات إقليمية ودولية متسارعة، الأمر الذي يبرز الحاجة إلى شراكات استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. 

كما تؤكد الزيارة مكانة مصر كوجهة دبلوماسية وثقافية وسياحية بارزة، قادرة على الجمع بين البعد التاريخي العريق والدور السياسي الراهن في المنطقة.

وتعكس الجولة المشتركة في منطقة الأهرامات، وما تخللها من أجواء ودية، رسالة مفادها أن العلاقات بين مصر وإسبانيا لا تقتصر على الجانب السياسي أو الاقتصادي، بل تمتد لتشمل البعد الإنساني والثقافي الذي يقرّب بين الشعبين.