الرئيس الصومالي يبحث مع ولي عهد الكويت في تعزيز العلاقات والتنسيق المشترك

عقد رئيس الجمهورية الصومالية، حسن شيخ محمود، لقاءً مع ولي عهد دولة الكويت، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وذلك على هامش القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، وبحث سبل توسيع التعاون في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة.
وأكد الجانبان أهمية تطوير الشراكة الاستراتيجية بين الصومال والكويت، خصوصًا في الجوانب الاقتصادية والسياسية، مع التشديد على دعم جهود الاستقرار والتنمية في المنطقة.
كما ناقش الرئيس الصومالي وولي العهد الكويتي عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدين على مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين في القضايا العربية والإسلامية.
الرئيس الصومالي: سد النهضة مشروع ضخم يهدد استقرار المنطقة
أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، أن مشروع سد النهضة الإثيوبي يُعد واحداً من أكبر المشاريع المائية في إفريقيا، مشدداً على أنه مشروع "ضخم" وسيكون له تأثيرات مباشرة على استقرار المنطقة بأكملها، وليس فقط على دول حوض النيل.
وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة "العربية"، أوضح الرئيس الصومالي أن موقف بلاده من القضية لا يتعارض مع شراكتها الاستراتيجية مع جمهورية مصر العربية، لافتاً إلى أن العلاقات الصومالية - المصرية راسخة وتمتد لسنوات طويلة، حيث تساهم القاهرة في دعم الصومال عبر تدريب قواته العسكرية وتقديم المساندة اللوجستية اللازمة لبناء مؤسسات الدولة.
كما تطرق الرئيس الصومالي إلى الشائعات المتداولة حول إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية بين إثيوبيا وإريتريا، مؤكداً أن بلاده ترى في هذه الأنباء مجرد تكهنات لا تستند إلى معطيات واقعية، ومشيراً إلى أن المنطقة بحاجة إلى تعزيز الاستقرار لا الدخول في صراعات جديدة.
وفي السياق ذاته، شدد الرئيس حسن شيخ محمود على أن علاقة بلاده مع المملكة العربية السعودية "تاريخية وعميقة"، إذ تمتد لقرون، موضحاً أن الصومال يسعى إلى تعزيز شراكته مع الرياض في مختلف المجالات، بما يعزز الأمن الإقليمي ويخدم المصالح المشتركة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت دشّن فيه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الأسبوع الماضي، التشغيل الرسمي لسد النهضة بعد 14 عاماً من بدء العمل فيه، وهو ما زاد من حدة التوتر بين أديس أبابا والقاهرة والخرطوم. وترى مصر أن السد يشكل تهديداً مباشراً لأمنها المائي، إذ تطالب بضرورة الالتزام بالقوانين الدولية المنظمة لاستخدام مياه الأنهار المشتركة، فيما تتمسك إثيوبيا بسياسة فرض الأمر الواقع.
ويرى مراقبون أن تصريحات الرئيس الصومالي تمثل إشارة واضحة إلى أن تداعيات سد النهضة لا تخص الدول الثلاث فحسب، بل تتجاوزها لتشمل المنطقة بأسرها، خصوصاً مع ما يشكله السد من ورقة ضغط جيوسياسية في منطقة القرن الإفريقي.