تهديدات بالمقاطعة تضغط على منظمي "يوروفيجن 2026" بسبب إسرائيل

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أنها ماضية في المشاركة بمسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن 2026"، المقرر تنظيمها في العاصمة النمساوية فيينا، من 12 وحتى 16 مايو المقبل، وذلك رغم تصاعد موجة الاعتراضات والتهديدات بالمقاطعة من قبل عدد من الدول الأوروبية.
وقال جولان غوتشباز، الرئيس التنفيذي للهيئة، في تصريحات صحفية، الإثنين: "لا سبب يمنع إسرائيل من أن تكون جزءاً مهماً من هذا الحدث الثقافي، الذي لا يمكن أن يصبح سياسياً".
وأكد أن بلاده ستشارك كعادتها في المسابقة، باعتبارها مناسبة فنية تجمع الشعوب على أساس الموسيقى لا السياسة.
ضغوط أوروبية متزايدة
في المقابل، أعلنت عدة دول أوروبية نيتها الانسحاب من المنافسة إذا استمرت إسرائيل ضمن قائمة المشاركين فيها.
فقد أكدت هيئات البث الرسمية في كل من أيرلندا وهولندا أنها ستقاطع المسابقة حال مشاركة إسرائيل، بينما أبدت سلوفينيا موقفاً مشابهاً، ملمحةً إلى إمكانية الانسحاب.
أما بلجيكا، فأوضحت أنها ستتخذ قرارها النهائي في ديسمبر المقبل بعد مشاورات داخلية.
كما عبّرت دول أخرى مثل إسبانيا وبلجيكا عن انتقادات حادة لمشاركة إسرائيل، معتبرة أن استمرارها في الحدث يتعارض مع القيم الإنسانية التي يفترض أن يكرسها المهرجان الموسيقي الأكبر في أوروبا.
انقسامات حادة في أوروبا بسبب إسرائيل
تطرح هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل "يوروفيجن"، الذي لطالما قدم على أنه مناسبة فنية بعيدة عن التجاذبات السياسية.
غير أن مشاركة إسرائيل مثلت في دورات سابقة نقطة خلاف أثارت انقسامات حادة داخل القارة الأوروبية، مع اتساع رقعة الحملات الداعية لمقاطعتها، استناداً إلى مواقف سياسية متعلقة بالنزاع في الشرق الأوسط.
خلفية تاريخية
لم تكن هذه المرة الأولى التي تثير فيها مشاركة إسرائيل جدلاً داخل "يوروفيجن".
ففي دورات سابقة، واجهت الدولة العبرية انتقادات مشابهة واحتجاجات أمام مقرات إقامة العروض، بينما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي دعوات متكررة إلى استبعادها.
ورغم ذلك، تمكنت إسرائيل من حصد اللقب في أكثر من مناسبة، ما يعكس حضوراً فنياً ثابتاً رغم الجدل المستمر.
ترقب أوروبي
ومع اقتراب موعد المسابقة في مايو 2026، تظل الأنظار متجهة نحو موقف الاتحاد الأوروبي للبث، الجهة المنظمة للحدث، والتي لم تدل حتى الآن بأي قرار رسمي بشأن اعتراضات الدول.
ويبقى التساؤل مطروحاً حول ما إذا كانت الضغوط السياسية ستؤثر على الطابع الفني للمسابقة، أو أن "يوروفيجن" ستستمر في نهجها التقليدي كاحتفال بالموسيقى يجمع عشرات الملايين من المشاهدين عبر العالم.