مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

هولندا تهدد بالانسحاب من «يوروفيجن» بسبب إسرائيل

نشر
هولندا
هولندا

دخلت هولندا رسمياً على خط الدول الأوروبية التي تضغط على منظمي مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" لاستبعاد إسرائيل من المنافسة، احتجاجاً على استمرار الحرب في قطاع غزة وما نتج عنها من مأساة إنسانية غير مسبوقة.

ففي بيان رسمي، أكدت هيئة الإذاعة الهولندية "أفروتروس"، وهي من أبرز الجهات الممولة والناقلة للحدث، أنها ستقاطع نسخة 2026 المقرر إقامتها في فيينا إذا أصر على مشاركة إسرائيل، مشيرة إلى أن الظروف الراهنة في غزة لا تسمح بالتعامل مع المسابقة وكأنها حدث فني بحت بعيد عن الواقع.

انتقادات بشأن حرية الإعلام

وأشارت الهيئة في بيانها إلى أن اعتراضها لا يقتصر على الوضع الإنساني فحسب، بل يشمل أيضاً "القلق المتزايد من تراجع خطير في حرية الصحافة المستقلة، وسقوط العديد من الصحفيين ضحايا في النزاع". وأضافت أن هذه التطورات تجعل من الصعب تبرير بقاء إسرائيل ضمن المسابقة دون مساءلة.

مواقف متلاحقة في أوروبا

فقد أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الأيرلندية (RTE) نيتها الانسحاب في حال استمرار مشاركة إسرائيل، متبعة خطى سلوفينيا التي سبقت في اتخاذ موقف مشابه. 

كما لوّحت أيسلندا بإمكانية الانسحاب، فيما دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز صراحة إلى استبعاد إسرائيل، معتبرًا أن مشاركتها "تتنافى مع القيم التي يفترض أن تعكسها المسابقة".

رد فعل المنظمين

اتحاد البث الأوروبي، الجهة المنظمة لـ"يوروفيجن"، سارع إلى تهدئة الجدل، مؤكدًا أنه يتشاور مع أعضائه حول كيفية "إدارة المشاركة في ظل التوترات الجيوسياسية الراهنة"، وأعلن أنه سيمنح الدول حتى منتصف ديسمبر لاتخاذ موقفها النهائي.

وفي تصريحات لوسائل الإعلام، قال مارتن جرين، مدير المسابقة: "ندرك حجم المخاوف المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط. القرار في النهاية يعود إلى كل عضو بشكل مستقل، وسنحترم ما يقرره."

عزلة ثقافية ورياضية متزايدة

يأتي هذا الجدل في وقت يتعرض فيه الاحتلال الإسرائيلي لعزلة ثقافية ورياضية متزايدة، مع تزايد الدعوات في أوروبا والعالم لمحاسبته على ما يجري في غزة. 

ويشير مراقبون إلى أن مسابقة "يوروفيجن"، التي طالما قدمت على أنها مساحة للفن بعيدًا عن السياسة، أصبحت اليوم مرآة للتوترات الدولية، حيث باتت مسألة مشاركة إسرائيل اختباراً لمدى التزام المنظمين بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان.