الصين تتهم "إنفيديا" بانتهاك قوانين الاحتكار وتزيد الضغط على المفاوضات مع أمريكا

أعلنت إدارة الدولة لتنظيم السوق في الصين أن شركة صناعة الرقائق الأمريكية "إنفيديا" انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار في صفقة استحواذها على شركة "ميلانوكس تكنولوجيز" عام 2020، ما يعكس تصعيدًا محتملًا في التوترات التجارية بين بكين وواشنطن.

 وأوضحت الهيئة الصينية أن التحقيق الأولي أظهر أن الصفقة تضمنت ممارسات قد تضر بالمنافسة العادلة، وأن السلطات ستواصل التحقيق لمعرفة الإجراءات التصحيحية التي ستفرض على الشركة.

وجاء الإعلان بالتزامن مع جولة ثانية من المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في العاصمة الإسبانية مدريد، والتي تركز على ملفات حساسة تشمل الرسوم الجمركية والتكنولوجيا، وعلى رأسها تطبيق "تيك توك". وأكد مسؤولون صينيون أن التحقيقات الجديدة، بما في ذلك تحقيق مكافحة الإغراق الذي يستهدف شركات أمريكية مثل "تكساس إنسترومنتس"، تأتي في إطار حماية السوق المحلي وضمان المنافسة العادلة في قطاع الرقائق المتقدمة.

وأشارت المصادر إلى أن سهم "إنفيديا" تراجع بنحو 2% في تداولات ما قبل السوق، كما قلّصت العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية مكاسبها، في حين لم تصدر الشركة أي تعليق رسمي خارج ساعات الدوام. ويأتي هذا التحرك بعد أن منعت السلطات الأمريكية الشركة من بيع أحدث شرائحها للذكاء الاصطناعي إلى شركات صينية، بما في ذلك شريحة H100، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، مما دفع الشركة إلى إعادة تصميم الشريحة مرتين لضمان التوافق مع القوانين الأمريكية والسماح بالتسويق في الصين.

ويُعتبر هذا الملف حساسًا للغاية، إذ تهيمن "إنفيديا" على سوق الرقائق المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك خدمات شركات كبرى مثل "ميتا بلاتفورمز" و"ديب سيك"، ما يجعلها محورًا للتجاذبات بين الصين والولايات المتحدة. وقال مسؤولون إن نتائج التحقيق قد تؤثر على المحادثات الجارية في مدريد، بينما يسعى الطرفان لتهيئة الظروف لعقد لقاء محتمل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ في أكتوبر المقبل، على هامش قمة في كوريا الجنوبية.

وأكدت بكين أن الالتزام بالقوانين المحلية ومكافحة الاحتكار يشكل أولوية لتعزيز تنافسية السوق المحلية وحماية المصالح الوطنية، بينما تظل العلاقات الاقتصادية مع واشنطن محور متابعة دقيقة في ضوء التحديات التقنية والتجارية المستمرة.