أمريكا.. حاكم يوتا يُحمّل «وسائل التواصل» مسؤولية تصاعد التطرف واغتيال كيرك

في ظل تصاعد موجة التطرف والاغتيالات السياسية في «أمريكا»، والتي كان آخرها اغتيال الناشط المحافظ «تشارلي كيرك»، ألقى حاكم ولاية يوتا، «سبنسر كوكس»، باللوم على «وسائل التواصل الاجتماعي»، مُعتبرًا أنها القوة المُحرّكة التي تُغذي الخطاب المتطرف وتُسمم البيئة الوطنية، في موقف يعكس المخاوف المُتزايدة من تأثير هذه المنصات على الاستقرار السياسي والاجتماعي.
وانتقد حاكم ولاية يوتا الأمريكية، مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها القوة الدافعة وراء اغتيال الناشط المحافظ «تشارلي كيرك»، وذلك من خلال تغذية التطرف وتسميم الخطاب الوطني.
كوكس يُحذّر من التطرف
وفي حين أقرّ بأن سُلطات إنفاذ القانون لا تزال تعمل على فهم دوافع المشتبه به «تايلر جيمس روبنسون» بالكامل، رأى «كوكس»، أن ثقافة الغضب السائدة على مواقع التواصل الاجتماعي تُحوّل الشباب إلى متطرفين.
وقال كوكس في برنامج "ميت ذا برس" على قناة "إن بي سي": "أعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا مباشرا في كل عملية اغتيال ومحاولة اغتيال شهدناها على مدى السنوات الخمس أو الست الماضية. ليس لدي أدنى شك في ذلك".
وأضاف: "ربما 'سرطان' ليست كلمة قوية بما يكفي. ما فعلناه، خاصة بأطفالنا، استغرق منا عقدا من الزمان لندرك مدى شر هذه الخوارزميات. ونحن نفعل كل ما في وسعنا في يوتا. كنا أول ولاية في البلاد قبل عامين تمرر إصلاحا شاملا".
دور التواصل غير واضح
وحتى الآن، هناك تفاصيل قليلة حول الدور الذي قد تكون مواقع التواصل الاجتماعي قد لعبته في تطرف الشاب البالغ من العمر 22 عاما، المتهم بإطلاق النار على كيرك في رقبته مما أدى إلى مقتله، وذلك أثناء تحدثه مع الطلاب في جامعة يوتا فالي في 10 سبتمبر.
في حين لمّح كوكس إلى أن المزيد من التفاصيل سيظهر بعد توجيه الاتهام رسميا إلى المشتبه به يوم الثلاثاء. فيما تجدر الإشارة إلى أن زملاء سابقين لروبنسون وصفوه بأنه "نشط كثيرا على الإنترنت" و "محب لمنصة ريديت".

وأوضح كوكس أن هناك المزيد مما يود رؤيته يتم إنجازه لمعالجة مخاوفه بشأن مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: "لا يمكنني التأكيد بما فيه الكفاية على الضرر الذي تلحقه مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بنا جميعا، تلك الجرعات من الدوبامين".
العودة للمجتمعات ضرورة
وأردف: "أقوى الشركات في تاريخ العالم اكتشفت كيفية اختراق أدمغتنا، وجعلنا مدمنين على الغضب.. وجعلنا نكره بعضُنا بعضا.. روّاد الصراع يستغلوننا. ونحن نفقد حريتنا. ويجب علينا استعادتها. يجب أن نغلقها. يجب أن نعود إلى مجتمعاتنا، والاهتمام بجيراننا".
وفي أواخر الأسبوع الماضي، حث الحاكم الجمهوري ليوتا الأمريكيين على الابتعاد عن منصات التواصل الاجتماعي و"لمس العشب" (تعبير مجازي يعني العودة إلى الواقع).
كما ندد بنشر لقطات فيديو بشعة للاغتيال، مشيرا إلى أن البشر لم يتطوروا بطريقة تجعلهم "قادرين على استيعاب تلك الأنواع من الصور العنيفة".
كوكس يقود تنظيم التواصل
ولطالما كانت مواقع التواصل الاجتماعي هدفا لكوكس، وهو أب لأربعة أطفال ويشغل منصب الحاكم منذ عام 2021. ففي عام 2023، وتحت إشراف كوكس، أقرت "ولاية خلية النحل" (اللقب الذي يُطلق على يوتا) "قانون تنظيم مواقع التواصل الاجتماعي في يوتا"، الذي يفرض التحقق من عمر المستخدمين، ويقيد الإعلانات التي تستهدف القاصرين، ويسمح للآباء بمقاضاة الشركات بسبب الضرر، والمزيد.
وواجه هذا القانون العديد من التحديات القانونية. ففي العام الماضي، قام قاضٍ بمنع دخول أجزاء منه حيز التنفيذ بسبب مخاوف تتعلق بالتعديل الأول للدستور، مما دفع إلى إجراء بعض التغييرات على نصه.
واشنطن تُحذّر من تمجيد مقتل الناشط الأمريكي تشارلي كيرك
من ناحية أخرى، يُثير مقتل الناشط السياسي، «تشارلي كيرك»، جدلًا متصاعدًا في الداخل الأمريكي، ليس فقط بسبب حيثيات الحادث، بل نتيجة ما وصفته واشنطن بمحاولات «تمجيد غير مقبولة»، دفعت «وزارة الحرب» إلى إصدار تحذير واضح لكل من يتعاطف مع الجريمة أو يُبررها.