مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تركيا تقترب من تشغيل أول مفاعل نووي بمحطة "أكويو" بالتعاون مع روسيا

نشر
الأمصار

أكد السفير الروسي لدى أنقرة، أليكسي إرخوف، أن المفاعل الأول في محطة "أكويو" النووية التركية التي تشيدها شركة "روساتوم" الروسية، بات قريباً من التشغيل الفعلي، رغم سلسلة التحديات التي واجهت المشروع، من جائحة كورونا، إلى الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا، وصولاً إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.

وفي حديثه لصحيفة "حريت" التركية، استعاد إرخوف أجواء زيارته الأولى لموقع المشروع عام 2017 ، قائلاً: "كانت المنطقة شبه خالية، مجرد مساحة صغيرة من المباني، يا له من تغيير". وأضاف أن المشروع تطور بشكل لافت خلال السنوات الماضية، حيث يجري العمل حالياً على بناء أربعة مفاعلات في آن واحد، معتبراً أن الوصول إلى مرحلة تشغيل المفاعل الأول يمثل نجاحاً كبيراً لشعبي البلدين.

أردوغان: 50 مليار دولار إضافية للاقتصاد التركي

من جانبه، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها في 8 سبتمبر الجاري، على أهمية تشغيل محطة "أكويو" بالنسبة لمستقبل تركيا الاقتصادي والاستراتيجي، موضحاً أن المحطة ستساهم بإضافة نحو 50 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

وأكد أردوغان أن المشروع سيعزز من قدرة تركيا على تحقيق أمنها الطاقي، ويقلل من اعتمادها على واردات الطاقة الخارجية، خاصة في ظل الاضطرابات الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط والغاز عالمياً.

كما أشار إلى أن هذا الإنجاز يضع تركيا في مصاف الدول المالكة للطاقة النووية السلمية، ويعكس مكانتها المتنامية في المنطقة.

تعاون استراتيجي بين أنقرة وموسكو

يعد مشروع "أكويو" واحداً من أبرز مشاريع التعاون الاستراتيجي بين روسيا وتركيا، حيث يمثل أول محطة للطاقة النووية في تاريخ الجمهورية التركية. وتقع المحطة في ولاية مرسين على ساحل البحر المتوسط، وتضم أربعة مفاعلات نووية بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 4800 ميغاواط، وهو ما سيلبي جزءاً كبيراً من الطلب المحلي المتزايد على الكهرباء.

ويؤكد خبراء أن المشروع لا يقتصر على كونه مصدراً للطاقة فقط، بل يساهم أيضاً في نقل التكنولوجيا النووية إلى تركيا، وتطوير الكفاءات المحلية، إضافة إلى فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين في مجالات متعددة.

إنجاز رغم الأزمات

ورغم الصعوبات التي واجهت المشروع خلال السنوات الماضية، بدءاً من تداعيات الجائحة مروراً بالتحديات اللوجستية والزلزال، وصولاً إلى العقوبات المفروضة على روسيا، فإن استمرار العمل بوتيرة متسارعة يعكس الإرادة السياسية لدى أنقرة وموسكو لإنجاح المشروع، بما يجعله نموذجاً للشراكات الدولية في قطاع الطاقة النووية.