مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

غارات إسرائيلية مُكثفة تستهدف غزة وتُودي بحياة 32 فلسطينيًا

نشر
غارات إسرائيلية على
غارات إسرائيلية على غزة - أرشيفية

«غزة» التي لم تزل تحمل جراحها من المواجهات السابقة، تعود اليوم لتشهد موجة عنف جديدة إثر غارات إسرائيلية مُكثفة، أودت بحياة (32) فلسطينيًا، من بينهم نساء وأطفال، في مشهد يعكس حجم المأساة الإنسانية التي يُعانيها السكان المُحاصرون.

يأتي ذلك في الوقت الذي تُكثّف فيه إسرائيل هجومها هناك وتحث الفلسطينيين على الإجلاء. وكان من بين القتلى (12) طفلًا، وفقًا لمشرحة مستشفى الشفاء، حيث تم نقل الجثث.

ارتفاع ضحايا سوء التغذية بغزة

وذكرت وزارة الصحة في غزة،أن (7) أشخاص من بينهم أطفال ماتوا نتيجة لأسباب مُرتبطة بسوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما رفع عدد القتلى إلى (420)، بمن فيهم (145) طفلًا، منذ بداية الحرب.

وكثفّت إسرائيل في الأيام الأخيرة غاراتها على مدينة غزة، ودمرت العديد من المباني الشاهقة واتهمت «حماس» بوضع معدات مراقبة فيها.

وزعم الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، أنه استهدف برجًا سكنيًا خر تستخدمه «حماس» في منطقة مدينة غزة. وأمر السكان بالمغادرة، في إطار هجوم يهدف إلى الاستيلاء على أكبر مدينة فلسطينية، يقول إنها آخر معقل لحماس.

ولا يزال مئات الآلاف من الفلسطينيين هناك، يُعانون من ظروف المجاعة.

مقتل عائلة في غارة بغزة

وقال مسؤولون صحيون، إن إحدى الغارات التي وقعت خلال الليل وحتى صباح يوم أمس السبت أصابت منزلًا في حي الشيخ رضوان، مما أسفر عن مقتل عائلة مُكونة من (10) أفراد، بينهم أم وأطفالها الثلاثة.

وأعلن «الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم»، أن لاعبًا في نادي الهلال الرياضي، «محمد رامز سلطان»، قُتل في الغارات مع (14) فردًا من عائلته.

جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لدخول غزة بخطة محسوبة ومخاوف من الكمين

في تطور ميداني لافت، يستكمل «جيش الاحتلال الإسرائيلي» استعداداته لتنفيذ عملية عسكرية داخل «مدينة غزة»، واضعًا اللمسات الأخيرة على خطة اقتحام محسوبة، تترافق مع حالة من القلق المُتزايد في أوساط القيادة الإسرائيلية من احتمال تعرّض القوات المُقتحمة لكمائن مُحكمة أو عمليات أسر من قِبل «فصائل المقاومة الفلسطينية»، التي تُحكم سيطرتها على التضاريس الداخلية وتتمتع بخبرة ميدانية عالية في حرب الأنفاق والمفاجآت.

خطة دخول غزة تكتمل

وفي هذا الصدد، أفادت القناة «12 العبرية»، اليوم الأحد، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهى خطة دخوله لمدينة غزة في الأيام الأخيرة.

وبحسب القناة العبرية، أشارت تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أنَّ «حماس» ستسعى خلال المناورات في غزة إلى «زيادة نطاق محاولات اختطاف الجنود».

وأضاف تقرير «القناة 12»، أنَّ قضية خطف الجنود الإسرائيليين تُشغل كبار المسؤولين في المؤسسات الأمنية.

العملية قريبة مع فرصة للحل

ونقلت القناة العبرية عن مصدر أمني قوله: «الجيش يستعد لبدء المرحلة التالية من عملية السيطرة على مدينة غزة قريبًا جدًا، ومع ذلك، نترك مجالًا وفرصة لأي قرار يُؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين».

وبالتوازي مع العدوان المُستمر وهدم العمارات والأبراج، يُمارس «جيش الاحتلال» الضغوط لطرد السكان من مدينة غزة والتوجه جنوبًا عبر الطريق الساحلي، ووفقًا للتقديرات، غادر المدينة ما يُقارب (280) ألف فلسطيني.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنَّ قواته تستعد لدخول مدينة غزة، بعد أن أنهى اللواء «السابع» عملياته في الضواحي الجنوبية للمدينة، خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ضربات جوية وتمركز بري

وذكر جيش الاحتلال، أنَّ «الفرقة 162» تعمل حاليًا في المناطق المحيطة بالمدينة نفسها، وفي الوقت نفسه، نفذت القوات الإسرائيلية، أمس السبت، سلسلة من الضربات الجوية على أهداف في مدينة غزة، بما في ذلك تدمير مبنى شاهق آخر.

وفي السياق ذاته، زعم مكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنَّ المنظمات العسكرية في قطاع غزة تنتهك القانون الدولي بشكل مُمنهج، مُستخدمةً المؤسسات المدنية لأغراض عسكرية، وتعمل في وجود السكان.

وأوضح البيان، أنَّ جيش الاحتلال سيُواصل العمل بقوة وحزم ضد تلك المنظمات داخل قطاع غزة.

الاحتلال يقصف مُحيط مدارس

وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على مُحيط مدارس مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وبحسب تقارير فلسطينية، هاجم الاحتلال مبنى تلفزيون فلسطين في غزة، بعد أن أمر المتواجدين فيه بمغادرته.

ومع تصاعد الترقّب في الأوساط العسكرية والسياسية، تبقى «خطة اقتحام مدينة غزة» محفوفةً بالمخاطر، في ظلّ بيئة عملياتية مُعقّدة تتقنها فصائل المقاومة، وتاريخ طويل من المفاجآت التي كبّدت الاحتلال خسائر مُوجعة. وبين الحسابات الميدانية الدقيقة والخشية من كمائن مُحتملة وعمليات أسر، يبدو أن أي تحرك عسكري إسرائيلي في عُمق غزة لن يكون مجرد مُهمة تقليدية، بل مقامرة مكلفة قد تُعيد رسم مشهد الصراع من جديد.