وزير الخارجية الإيراني يُحذّر: «مأزق أوروبي وشيك إذا فُعّلت آلية الزناد»

التحذيرات الإيرانية لم تعد مُبطّنة. هذه المرة جاء الرد واضحًا ومباشرًا من وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، الذي وصف تفعيل «آلية الزناد» من قِبل «الدول الأوروبية الثلاث» بأنه خطوة محفوفة بالمخاطر، تُنذر بمأزق حتمي ستُواجهه أوروبا في حال قررت التصعيد ضد طهران تحت غطاء الاتفاق النووي.
وفي هذا الصدد، أكد عباس عراقجي، أن الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) لا تمتلك أي حق قانوني أو سياسي أو أخلاقي فيما يتعلق بتفعيل «آلية الزناد».
تحذير إيراني من الزناد
وقال «عراقجي»، على منصة «إكس»: «المسألة لا تقتصر على أن الدول الأوروبية الثلاث لا تملك أي حق قانوني أو سياسي أو أخلاقي لتفعيل آلية الزناد، بل حتى لو افترضنا أن لها هذا الحق، فإن القاعدة هنا ليست: إذا لم تستخدمه فقد فقدته، بل هي: إذا استخدمته فقد فقدته».
وأضاف: «التوصيف الأدق للمأزق الذي يُواجه هذه الدول هو: إذا استخدمته ضاع منك كل شيء».
روسيا تُندد بالعقوبات الأوروبية
تُجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية الروسية دانت، في وقت سابق قرارالترويكا الأوروبية إعادة فرض عقوبات على إيران، مُشددة على ضرورة استعادة الحوارالبناء بين الأطراف لتجنب حدوث أزمة جديدة حول البرنامج النووي الإيراني.
وفي وقت سابق، أبلغت دول «الترويكا الأوروبية» أعضاء مجلس الأمن الدولي قرارها تفعيل آلية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
وزير الخارجية الإيراني يُثمّن جاهزية القوات المسلحة ويُحذّر من مؤامرات
من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، أعرب وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، عن ثقته العالية في جاهزية القوات المسلحة للدفاع عن البلاد، مُشددًا في الوقت نفسه على ضرورة الحذر من محاولات ومؤامرات جديدة تستهدف أمن إيران.
وقال عراقجي خلال زيارته لكربلاء في مقابلة متلفزة: "كخبير في العلاقات الدولية، لا أتوقع أن تكون الحرب وشيكة، لكن على القوات المسلحة والحكومة الحفاظ على استعدادها لأي ظرف. بل إن الاستعداد للحرب هو أهم عامل لمنعها".
تضامن العراق مع إيران
ووصف عراقجي مواقف الحكومة والعلماء والمرجعية والشعب العراقي خلال حرب الـ12 يوما بأنها "غير مسبوقة"، قائلا: "هذه المواقف كانت دعما لإيران وشعبها وإدانة لهجمات الكيان الصهيوني وأمريكا".
وعن مسيرة الأربعين قال بأنها "استعراض قوة للشيعة"، مضيفا: "بعد حرب الـ12 يوما، لا يزال الشيعة صامدين بقوة في الميدان، وهذه نتيجة النهج العاشورائي والكربلائي"، بحسب ما نقلو كالة "تسنيم" الإيرانية.
وتابع عراقجي: "يجب الإجابة على الناس بشكل صحيح كي لا يشعروا بالخوف والقلق لا باللامبالاة. احتمال الحرب موجود لكل الدول بنسب متفاوتة، لكن الأعداء يحاولون إبقاءنا في أجواء الحرب لفرض تبعاتها، وهذا يتطلب حذرا. دون أن يغفل أحد بما فيه قواتنا المسلحة عن احتمال الحرب، يجب مراقبة صناعة الأجواء الحربية ومنع العبث بالرأي العام وإبقائه في حالة تردد وقلق".
وأكد عراقجي: "أنا واثق من استعداد القوات المسلحة، لكن يجب الحذر من حيل جديدة".
مكر الاحتلال فاشل
وأشار إلى أن "لجوء رئيس وزراء الكيان الصهيوني لأساليب مبتذلة ومكررة لن يجدي. شعبنا فهم جيدا أنهم ظنوا بإمكانية جر الناس للميدان، لكنهم رأوهم صامدين خلف البلاد والنظام".
وأكمل: "ادعاؤهم تنقية المياه.. هم أنفسهم من قطعوا المياه عن غزة! ثانيا: ليُنهوا العقوبات وليشاهدوا كيف يُعالج الخلل في مجال الطاقة الناجم عنها. مقاومتنا للعقوبات كما للحرب أثارت غضبهم بشدة".
وعن الممر المزمع إنشاؤه بعد اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا صرح عراقجي: "أبعاد قضية زنغزور ليست واضحة تماما، لكن ما يبدو وما تقوله أرمينيا لإقناعنا يظهر فرقا شاسعا بين ما حدث وما كان مُخططا له من تغيير جيوسياسي".
وختم عراقجي قائلًا: "موقف الروس كان أكثر ليونة من موقفنا. نحن نرحب بالسلام بين البلدين، لكن أي حضور أجنبي قد تكون له تبعات سلبية على استقرار المنطقة. عبرنا عن مخاوفنا لكل الأطراف. الروس يشاركوننا القلق من الوجود الأمريكي. أرمينيا أكدت لنا احترام عدم تغيير حدود المنطقة وهو موقفنا تماما كما ورد في الإعلان الموقع بواشنطن".
عراقجي: «الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من أدوات الدبلوماسية الإيرانية»
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، أن طهران بدأت فعليًا في توظيف تقنيات «الذكاء الاصطناعي» لدعم دبلوماسيتها، في خطوة تهدف إلى مواكبة الثورة التكنولوجية العالمية وتعزيز حضورها على الساحة الدولية.