مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

هآرتس تحذر.. هل تتحول تركيا إلى الهدف المقبل لإسرائيل بعد قطر؟

نشر
الأمصار

نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية مقالاً مطولاً حذرت فيه من مخاطر توسع الصراع الإسرائيلي في المنطقة، وجاء المقال تحت عنوان: "تركيا قد تكون الهدف التالي لإسرائيل بعد قطر.. العواقب؟ كارثية". 

واعتبرت الصحيفة أن أي مواجهة مباشرة مع أنقرة ستكون أكثر خطورة وتعقيداً من الغارة التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة مؤخراً، مشيرة إلى أن مثل هذا التصعيد قد يقود إلى "كارثة استراتيجية" تهدد استقرار المنطقة بأكملها.

علاقة بين الدوحة ومحاولة اغتيال بن غفير

المقال أشار إلى أن الغارة على قطر جاءت متزامنة مع إعلان جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" عن إحباط مخطط لاغتيال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

ووفقاً للرواية الإسرائيلية، فإن خلية تابعة لحركة "حماس" كانت تنشط من داخل تركيا تقف وراء المؤامرة.
هذا الربط أثار تساؤلات في الداخل الإسرائيلي حول احتمال ضلوع أنقرة في توفير غطاء للحركة. ورغم أن السلطات التركية سارعت إلى نفي أي علاقة، إلا أن "هآرتس" حذرت من أن إسرائيل قد تنظر مستقبلاً في خيار استهداف مكاتب حماس في إسطنبول، والتي يعتقد أنها تعمل تحت حماية مباشرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

تركيا لاعب إقليمي مختلف

الصحيفة شددت على أن تركيا ليست قطر، فأنقرة تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتتمتع بنفوذ سياسي وعسكري في ملفات إقليمية حساسة مثل سوريا وليبيا وشرق المتوسط. وأضافت أن استهدافها سيحمل أبعاداً مختلفة تماماً، إذ قد يتحول النزاع المحدود إلى مواجهة إقليمية واسعة، وهو ما يشكل خطراً استراتيجياً على إسرائيل.

تحذيرات من فقدان الدعم الغربي

وصف كاتب المقال أي مواجهة مع أنقرة بأنها ستكون بمثابة خسارة لإسرائيل على المستوى الدولي، لأنها ستفقد حينها دعم القوى الغربية، وستجد نفسها في مواجهة جبهات سياسية وعسكرية معقدة. ويأتي هذا التحذير في وقت أدان فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الغارة الإسرائيلية على الدوحة، واصفاً إياها بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي"، مؤكداً وقوف بلاده إلى جانب الفلسطينيين.

تفاصيل الغارة على الدوحة

تقرير "هآرتس" أعاد التذكير بالغارة التي نفذتها طائرات إسرائيلية في 9 سبتمبر على مجمع سكني في شمال الدوحة، مستهدفة قيادات من حركة "حماس" كانت تناقش مقترحاً لوقف إطلاق نار بوساطة أمريكية. وأسفرت الغارة عن مقتل ستة أشخاص، بينهم نجل القيادي البارز خليل الحية وعنصر أمن قطري، إضافة إلى إصابات في مناطق مدنية قريبة من مدارس وسفارات، ما أثار إدانات دولية واسعة.

تدهور العلاقات التركية – الإسرائيلية

من جانب آخر، أوضح المقال أن العلاقات بين أنقرة وتل أبيب تمر بأسوأ مراحلها منذ حرب غزة في أكتوبر 2023. 

وقد تصاعد التوتر بشكل أكبر في أغسطس 2025، عندما أعلنت أنقرة إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية وقطع العلاقات الاقتصادية، مبررة ذلك بما وصفته بـ"الإبادة الجماعية في غزة"، على لسان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.