الإمارات وعُمان.. قمم تتوج شراكة تاريخية وتدعم التكاتف الخليجي

حظيت العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وسلطنة عمان بالقوة والمتانة طوال تاريخها، في ظل حرص البلدين على التعاون في شتى قطاعات الاقتصاد.
في ثالث محطات جولته الخليجية، وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الخميس، إلى سلطنة عمان في زيارة أخوية.
وتأتي زيارة السلطنة غداة زيارتين أجراها رئيس دولة الإمارات إلى كل من قطر والبحرين على التوالي، أجرى خلالها مباحثات مع قادتها، تركزت حول العلاقات الثنائية وإدانة الهجوم الإسرائيلي على قطر.
توطيد الرّوابط الأخويّة
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الخميس، مع السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين، وسبل الارتقاء بهما بما يخدم مصالحهما المتبادلة.
جاء ذلك خلال استقبال سلطان عمان اليوم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق في إطار الزيارة الأخوية التي يقوم بها إلى السلطنة.
ورحب سلطان عمان بأخيه رئيس دولة الإمارات - خلال اللقاء الذي جرى في قصر الحصن في صلالة - حيث تبادلا الأحاديث الودية التي تعبر عن عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية الراسخة التي تجمع قيادة البلدين وشعبيهما الشقيقين.
واستعرض الجانبان العلاقات الثنائية وما تشهده من تطور نوعي في مختلف مساراتها، مؤكدين حرصهما المشترك على مواصلة تعزيز تعاونهما ودفعه نحو آفاق أرحب بما يعود بالخير على شعبيهما.
كما تطرق اللقاء إلى التطورات التي تشهدها المنطقة وفي مقدمتها الاعتداء الإسرائيلي على أراضي دولة قطر الشقيقة.
وجدد رئيس دولة الإمارات وسلطان عمان إدانة البلدين هذا الاعتداء، مؤكدين تضامنهما مع قطر ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات من شأنها حماية أمنها وسيادتها وسلامة مواطنيها.
وشدد الجانبان على أن الاعتداءات الإسرائيلية على دولة قطر تمثل انتهاكاً لسيادة الدول، وخرقاً للقانون الدولي وتهديداً خطيراً للأمن والاستقرار الإقليمي.
كما استعرض الجانبان مسيرة العمل الخليجي المشترك، مؤكدين حرص البلدين على تعزيز أواصر التكامل الخليجي ودعم كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة مجلس التعاون الخليجي ويعمق روابط التعاون الأخوي بين دوله، ويحقق تطلعات شعوبه وآمالها في التقدم والازدهار..إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء أن دولة الإمارات وسلطنة عمان تربطهما علاقات أخوية تاريخية عميقة، ليس فقط على المستوى السياسي أو الاقتصادي وإنما كذلك على المستويين الاجتماعي والثقافي، مشيراً إلى أن المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والسلطان قابوس بن سعيد قاما بدور أساسي وتاريخي في ترسيخ الأخوة والمحبة بين البلدين والشعبين الشقيقين.. ونحن نواصل هذا النهج..وستظل العلاقات الإماراتية - العمانية دائماً نموذجاً للتفاهم والاحترام المتبادل والتعاون على الخير والازدهار.. لبلدينا والمنطقة.

التبادل التجاري
تعتبر دولة الإمارات أكبر مستثمر عربي وثالث أكبر مستثمر عالمي في سلطنة عُمان، وتسهم بأكثر من 8.2% من إجمالي رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في عُمان برصيد تراكمي 3.1 مليار دولار في 2022.
وتشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطوراً استراتيجياً في ظل حرص القيادة في البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات وخاصة الاقتصادية، مع توقع المزيد من التعاون الاستثماري المشترك لتعزيز وتطوير الشراكة الاقتصادية بين الإمارات وسلطنة عمان.
وبلغ حجم التجارة غير النفطية بين الإمارات وسلطنة عمان خلال النصف الأول من 2024 نحو 27 مليار درهم بنمو 5% على أساس سنوي.
وبلغت قيمة الصادرات غير النفطية بين الجانبين خلال تلك الفترة من العام 2024 نحو 9.4 مليارات درهم وبلغت قيمة إعادة التصدير 10.9 مليار درهم والواردات 6.3 مليارات درهم.
تعتبر سلطنة عمان من أهم الأسواق للتجارة الإماراتية غير النفطية وتأتي في المرتبة العاشرة عالمياً خلال 2023، والثانية خليجياً حيث تستحوذ على ما نسبته 17% من تجارة الإمارات الخارجية غير النفطية مع دول مجلس التعاون الخليجي وفي المركز الثالث عربياً.
وتعد سلطنة عمان السادسة عالمياً والثانية عربياً وخليجياً في ترتيب الدول المستقبلة للصادرات الإماراتية غير النفطية في 2023، وتستقبل ما نسبته 25 من صادرات الإمارات الى دول مجلس التعاون الخليجي.
وتعتبر سلطنة عمان الثانية خليجياً والثالثة عربياً في قائمة ترتيب الدول الأكثر تصديراً للأسواق الإماراتية في 2023 وتستأثر بما نسبته 17% من واردات الإمارات من دول مجلس التعاون الخليجي.
وتحتل سلطنة عمان المرتبة 5 عربياً و 4 خليجيا و11 عالمياً في إعادة تصدير السلع من الإمارات إلى العالم في 2023، حيث تستأثر بما نسبته 13% من إعادة التصدير إلى دول مجلس التعاون الخليجي وما نسبته 2.7% من مجمل إعادة تصدير الإمارات الى العالم.
وتغطي أهم الاستثمارات الإماراتية في السلطنة الأنشطة الصناعية والمالية والمصرفية والسياحية وتوليد الطاقة والأنشطة العقارية وقطاع تجارة التجزئة والبناء.
أما أهم الاستثمارات العمانية في الإمارات فتشمل الأنشطة المالية والتأمين والصناعات التحويلية والعقارات والأنشطة المهنية والفنية وتجارة الجملة والتجزئة والمعلومات والاتصالات.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة هي أحد أهم الشركاء التجاريين لعمان، ويعكس النمو المستمر في حجم التبادل التجاري والاستثماري خلال الأعوام الماضية عمق وقوة الشراكة الاقتصادية القائمة بينهما وآفاقها الواعدة.