رئيس الإمارات في قطر.. زيارة تضامن تتوج «دبلوماسية الأخوة»

تجمع الإمارات ودولة قطر علاقات تاريخية وجغرافية وثقافية متجذرة، تمتد لعقود من الزمن، وبفضل هذه الروابط المشتركة، استطاعت الدولتان بناء علاقات قوية قائمة على التعاون في مختلف المجالات: الاقتصادية والسياسية والثقافية.
وتأتي الزيارة التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى قطر، تجسد "دبلوماسية الأخوة" في زمن الأزمات.
تأتي الزيارة غداة اعتداء إسرائيلي استهدف العاصمة الدوحة، بادرت دولة الإمارات بإدانته بأشد العبارات، واصفة إياها بـ "السافر والجبان والمتهور"، مؤكدة تضامنها الكامل مع دولة قطر، ودعمها الثابت لكل ما من شأنه حماية أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أول زعيم في العالم يزور قطر ويلتقي أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد الهجوم الإسرائيلي أمس، في زيارة تحمل رسائل ودلالات مهمة وتجسد معاني التضامن والدعم والأخوة بين البلدين، كما تؤكد أن دول الخليج على قلب رجل واحد.
وتعد المباحثات بين الزعيمين خلال الزيارة هي الثانية خلال أقل من 24 ساعة، بعد مباحثات هاتفية جرت بين الزعيمين، مساء الثلاثاء، وأعرب خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، عن تضامن دولة الإمارات الكامل مع دولة قطر ووقوفها إلى جانبها إثر الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف أراضيها.
رسائل مهمة
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وصل اليوم الأربعاء إلى الدوحة في زيارة أخوية إلى دولة قطر.
وكان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في مقدمة مستقبليه والوفد المرافق لدى وصوله مطار حمد الدولي.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الديوان الأميري في الدوحة العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وسبل تعزيزها إضافة إلى الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي القطرية.
وخلال اللقاء وجه رئيس دولة الإمارات عددا من الرسائل المهمة تجسد علاقات الأخوة والتضامن بين البلدين.

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جدد تأكيده على تضامن دولة الإمارات الكامل مع قطر ودعمها جميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها.
وشدد على أن الاعتداء يشكل انتهاكاً لسيادة قطر وجميع القوانين والأعراف الدولية ويقوض أمن المنطقة واستقرارها وفرص السلام فيها.
وأشاد في هذا السياق بجهود أخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من أجل السلام والاستقرار في المنطقة.
وقد غادر رئيس دولة الإمارات، قطر في ختام زيارة أخوية حيث كان في مقدمة مودعيه في مطار الدوحة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
تشهد العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات ودولة قطر نموًا استثنائيًا، حيث سجلت التجارة الخارجية غير النفطية مستويات قياسية ووصلت إلى 36.7 مليار درهم في عام 2023، بنمو قدره 18.3% مقارنة بالعام الذي سبقه.

مكانة تجارية متبادلة
ارتفع حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين بأكثر من 3 أضعاف، من 8.6 مليار درهم في 2010 إلى 36.7 مليار درهم في 2023 وفق أحدث أرقام التجارة نقلتها صحيفة الاتحاد.
تحتل قطر مكانة بارزة في قائمة الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، فهي تأتي في المرتبة الخامسة عالميًا والثانية خليجيًا في قائمة أبرز وجهات إعادة التصدير من الإمارات، والمرتبة الـ17 لشركاء الإمارات في التجارة غير النفطية. في المقابل، تُعد الإمارات الشريك التجاري الأول لقطر على المستويين العربي والخليجي، حيث تحل في المرتبة الثامنة عالميًا، وتستحوذ على ما نسبته 52% من إجمالي تجارة قطر مع دول مجلس التعاون الخليجي.
استثمارات متنوعة واتفاقيات داعمة
شهدت الاستثمارات المتبادلة بين البلدين نموًا مستمرًا، إذ بلغ رصيد الاستثمارات القطرية في الإمارات 7.7 مليار درهم (ما يعادل 2.1 مليار دولار) حتى نهاية عام 2022. وفي المقابل، ارتفع عدد التراخيص الممنوحة لمواطني الإمارات لممارسة الأنشطة الاقتصادية في قطر بنسبة 11% في عام 2023، ليبلغ إجمالي عدد الرخص 248 رخصة.
وتتركز هذه الاستثمارات في قطاعات متنوعة تشمل الأنشطة المالية والعقارية، والصناعة التحويلية، والتعدين، والسياحة. وتعمل الاتفاقيات المشتركة، مثل اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي الموقعة في مايو الماضي، على تعزيز هذه الشراكات وتوفير الحماية للشركات والأفراد.