مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

إيران بين رسائل قصف الدوحة وحماية نفوذها في العراق.. تفاصيل

نشر
الأمصار

فتح القصف الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة باباً واسعاً من التساؤلات حول تداعياته على المشهد الإقليمي، خصوصاً فيما يتعلق بموقع إيران في معادلة الصراع. 

فالهجوم الذي استهدف اجتماعاً لقيادات حركة حماس، لم يُنظر إليه فقط كعمل عسكري ضد الحركة الفلسطينية، بل أيضاً كرسالة غير مباشرة لطهران، التي ترى نفسها لاعباً مركزياً في المنطقة.

أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي أوضح في تصريحات صحفية أن "إيران قد تستغل هذا القصف لتصعيد خطابها الإعلامي ضد إسرائيل والولايات المتحدة، وتبرير تحركاتها الإقليمية باعتبارها مدافعاً عن قضايا المنطقة".

لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "العملية تحمل إنذاراً شديد اللهجة لإيران وحلفائها، بشأن استعداد تل أبيب وواشنطن لرفع سقف المواجهة إذا اقتضت الضرورة".

وأشار العرداوي إلى أن إعلان إيران استئناف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليس منفصلاً عن هذا السياق، بل يعكس إدراكاً إيرانياً لخطورة المرحلة وضرورة إظهار قدر من المرونة لتفادي مواجهة مباشرة.

 كما اعتبر أن إطلاق سراح الصحفية تسوركوف في العراق من قبل كتائب حزب الله، القريبة من طهران، دليل إضافي على حذر إيران ورغبتها في تقليص الضغوط الدولية عليها.

وبحسب العرداوي، يمثل العراق الحلقة الأهم في استراتيجية النفوذ الإيراني، إذ يعتبر "جدار الصد الأخير لحماية الأمن الداخلي الإيراني، ومركز ثقل لمصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

 لذلك ينظر صانع القرار في طهران إلى بغداد باعتبارها جوهرة النفوذ الإيراني، ومنطلقاً أساسياً لتمددها الإقليمي والدولي.

ويرى مراقبون أن القصف الإسرائيلي للدوحة يندرج ضمن رسائل مركبة تستهدف إيران مباشرة، خاصة أن نفوذها يمتد عبر شبكة حلفاء في لبنان وسوريا والعراق واليمن. كما أن الهجوم يمثل جرس إنذار بشأن حدود التصعيد في المنطقة، في وقت تتواصل فيه الحرب على غزة ويزداد خطر توسع رقعة المواجهة.

التوقعات تشير إلى أن إيران ستعتمد في المرحلة المقبلة سياسة مزدوجة: من جهة تعزيز خطابها التصعيدي لإظهار القوة والقدرة على الردع، ومن جهة أخرى استخدام أدواتها السياسية والديبلوماسية لتفادي الانزلاق إلى مواجهة شاملة قد تضر بمصالحها الاستراتيجية. 

ومع ذلك، يبقى مستقبل المشهد رهناً بردود الفعل الدولية والإقليمية، ومدى قدرة الأطراف على ضبط إيقاع الصراع المتسارع.