الرئيس التونسي: الأمة تواجه «سايكس بيكو» جديدًا والمخططات الإسرائيلية تستهدف وجود الدول

حذّر الرئيس التونسي قيس سعيد من خطورة المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية والإسلامية، معتبرًا أن ما يحدث اليوم يمثل «سايكس بيكو جديدًا» يهدف إلى إعادة تقسيم المنطقة وتفكيك الدول لصالح مخططات خارجية، في مقدمتها ما وصفه بـ«المشروع الصهيوني» الذي يسعى إلى القضاء على وجود الدول ذاتها.
وجاءت تصريحات سعيد خلال استقباله وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى تونس لبحث التعاون الثنائي والتنسيق في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وقد شكّل اللقاء فرصة لاستعراض آخر تطورات القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، فضلًا عن الاعتداءات التي طالت الأراضي القطرية مؤخرًا.
وأكد الرئيس التونسي أن «الحركة الصهيونية لم تعد تكتفي بالاحتلال العسكري أو فرض الحصار، بل باتت تعمل على ضرب أسس الدول من الداخل وإضعاف مؤسساتها، حتى تتحول المنطقة إلى كيانات هشة يسهل التحكم فيها». وأضاف أن «هذه السياسات ليست سوى امتداد لسياسة استعمارية قديمة تعيد للأذهان اتفاقية سايكس بيكو التي مزّقت وحدة الأمة العربية والإسلامية قبل قرن من الزمن».
وفي معرض حديثه عن الجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، شدّد سعيد على أن ما يرتكب يوميًا من استهداف للأطفال والنساء والشيوخ، وحرمان السكان من الغذاء والماء والدواء، لا يهدف فقط إلى الإبادة الجسدية، بل إلى كسر روح المقاومة ومنع الشعوب من الدفاع عن حقها المشروع في التحرر والاستقلال.
وأشار الرئيس التونسي إلى أن «الشعوب الحرة بدأت بالفعل في صياغة مشروعية جديدة، ستفرض نفسها بمرور الوقت كبديل للشرعية الدولية القائمة، التي أثبتت عجزها وفقدانها للمصداقية أمام التواطؤ مع قوى الاحتلال».

كما دعا قيس سعيد إلى ضرورة تكاتف الجهود العربية والإسلامية لمواجهة هذه التحديات، معتبرًا أن «المعركة ليست معركة دولة بمفردها، وإنما معركة وجود تخص الأمة كلها». وأكد أن وحدة الصف والتعاون الاستراتيجي هما السبيل الوحيد لحماية السيادة وصون الاستقرار.
من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي خلال اللقاء على متانة العلاقات التي تجمع تونس والمملكة العربية السعودية، مشددًا على أهمية تنسيق المواقف في المحافل الدولية لمواجهة المخاطر المشتركة وحماية الأمن القومي العربي.
بهذا الخطاب، واصل الرئيس التونسي إبراز موقف بلاده الواضح في الدفاع عن القضية الفلسطينية والتصدي لمحاولات إعادة رسم خرائط المنطقة، محذرًا من أن أي تهاون في هذه المرحلة قد يفتح الباب أمام مزيد من التفكك والهيمنة الخارجية.