مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

السفارة الأمريكية في قطر تصدر أمرًا لموظفيها بالبقاء بالمنازل

نشر
الأمصار

أعلنت السفارة الأمريكية في قطر، اليوم الثلاثاء، أنها أصدرت أمرًا لموظفيها ومنشآتها في البلاد بالبقاء في أماكنهم، وذلك عقب تقارير عن وقوع هجمات صاروخية في العاصمة الدوحة.

وأوضحت السفارة، في منشور على منصة "إكس"، أنها أصدرت التعليمات كإجراء احترازي، داعية المواطنين الأمريكيين المقيمين في قطر إلى التزام أماكنهم حفاظًا على سلامتهم.

 

قالت وسائل إعلام عبرية إن الحكومة الإسرائيلية أبلغت قطر والولايات المتحدة الأمريكية قبل استهداف قادة المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة أثناء اجتماعهم لبحث المقترح الأمريكي الآخير لوقف إطلاق النار في غزة.

وكانت شهدت العاصمة القطرية الدوحة، مساء الثلاثاء، حدثًا استثنائيًا وغير مسبوق تمثل في استهداف إسرائيلي مباشر لمقر تابع لقيادات حركة حماس داخل حي كتارا، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة وتصاعد أعمدة الدخان بشكل كثيف. وأظهرت الصور الأولى، التي بثتها وسائل الإعلام القطرية والدولية، حالة من الفوضى والهلع بين السكان، وسط استنفار واسع لقوات الأمن والدفاع المدني.

الجيش الإسرائيلي أعلن مسؤوليته عن العملية، مؤكدًا أنها نُفذت بتنسيق ودعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ووفقًا لمصادر مطلعة، فقد كان الهجوم يستهدف اجتماعًا حساسًا لوفد التفاوض التابع لحماس، والذي كان يناقش مقترحًا أميركيًا لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

وبحسب ما أفادت به قناة العربية، فإن القصف أسفر عن مقتل القيادي البارز خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، إلى جانب زاهر جبارين، أحد المسؤولين البارزين عن ملف الأسرى. كما رجّحت تقارير أن القيادي التاريخي خالد مشعل كان حاضرًا الاجتماع، لكن لم يُؤكد مصيره بشكل قاطع حتى اللحظة.

في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانًا شديد اللهجة، أدانت فيه الهجوم ووصفته بـ "العمل الجبان"، مؤكدة أن استهداف مواقع سكنية داخل الدوحة يشكل انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي، وتهديدًا خطيرًا لأمن المواطنين والمقيمين. وأشارت الدوحة إلى أن أجهزتها الأمنية سارعت لاحتواء الموقف وضمان عدم امتداد تبعات الهجوم إلى مناطق أخرى.

التداعيات السياسية والأمنية

يمثل هذا التطور نقلة خطيرة في مسار الصراع، حيث انتقلت العمليات العسكرية الإسرائيلية من داخل الأراضي الفلسطينية إلى قلب دولة خليجية، ما قد يؤدي إلى خلط أوراق التهدئة الإقليمية. فلطالما لعبت قطر دور الوسيط الأساسي في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، سواء عبر استضافة اللقاءات أو تقديم دعم إنساني لغزة، لكن استهداف قيادات الحركة على أراضيها قد يضعف موقعها كوسيط محايد.

من الناحية الأمنية، فإن الهجوم يفتح بابًا واسعًا أمام تساؤلات حول قدرة إسرائيل على توسيع نطاق عملياتها الاستخباراتية والعسكرية خارج حدود فلسطين، ما قد يثير قلق العديد من العواصم الإقليمية. كما أن التنسيق المعلن مع إدارة ترامب قد يزيد من حدة التوتر بين واشنطن وعدد من الدول العربية التي ترى في هذا التصعيد تهديدًا مباشرًا للاستقرار.