الإعمار العراقية: مشاريع الجسور تخضع لفحوص دقيقة بثلاث مراحل لضمان الجودة والسلامة

في خطوة تؤكد حرص الحكومة العراقية على تطوير البنية التحتية وضمان سلامة المشاريع الاستراتيجية، أوضحت وزارة الإعمار والإسكان آلية فحص مشاريع الجسور والمواد الداخلة في إنشائها، مؤكدة أن جميع المشاريع تمر عبر ثلاث مراحل رئيسية من الفحوصات الفنية والهندسية، بما يعزز من موثوقيتها ويطيل عمرها التشغيلي.
وقال المتحدث باسم الوزارة، نبيل الصفار، في تصريح صحفي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن الفحوصات تبدأ منذ المرحلة الأولى قبل الشروع بالإنشاء، حيث يتم اختبار المواد الإنشائية كافة مثل الأسمنت والرمل والحصى وحديد التسليح والمكعبات الخرسانية، إضافة إلى فحص طبقات الأسفلت أثناء عمليات الإكساء. وأضاف أن هذه الاختبارات تهدف إلى مطابقة المواد مع المواصفات المعتمدة عالميًا وضمان قدرتها على تحمل الظروف المناخية والأحمال المرورية.
وتشمل المرحلة الثانية، وفق الصفار، الفحوصات التي تجرى أثناء التنفيذ، وهي مرحلة بالغة الأهمية لضمان الالتزام بالمخططات الهندسية ومنع أي أخطاء قد تؤثر على كفاءة الجسر مستقبلاً. أما المرحلة الثالثة فتتم بعد اكتمال الإنشاء، وتشمل فحوصًا متعددة مثل اختبار التشققات والهطول والتمدد، وفحص التحمل والاهتزاز، إضافة إلى كفاءة تصريف المياه، وذلك للتأكد من خلو المشروع من أية انحرافات غير مقبولة قد تهدد سلامة المستخدمين.

وأكد المتحدث أن الوزارة تفرض فترة صيانة إلزامية تستمر لمدة سنة أو أكثر، تتحملها الشركة المنفذة، بحيث تتم خلالها متابعة أداء الجسر وإصلاح أي خلل يظهر خلال فترة التشغيل الأولى، مشيرًا إلى أن بعض التشققات التي قد تُلاحظ أحيانًا تكون نتيجة أسباب طبيعية مثل تبخر الماء أثناء الصب بسبب ارتفاع درجات الحرارة، أو تمدد حديد التسليح، أو فقدان الرطوبة بعد التصلب، أو زيادة الأحمال.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار مساعي الوزارة لرفع مستوى الأمان والجودة في شبكة الطرق والجسور بالعراق، حيث تمثل الجسور شرايين أساسية لحركة النقل والتجارة بين المحافظات، فضلًا عن كونها عنصرًا مهمًا لدعم الاقتصاد الوطني. كما أن تطبيق معايير الفحص الصارمة يساهم في تقليل مخاطر الانهيارات وحماية الأرواح والممتلكات، ما يعكس التزام العراق بالمعايير الهندسية العالمية.