الرئيس الصيني يحث "البريكس" على حماية التعددية والنظام التجاري

في خطاب مؤثر ألقاه خلال قمة افتراضية لمجموعة البريكس، التي استضافتها العاصمة الصينية بكين اليوم الإثنين، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ دول المجموعة إلى تعزيز التعاون المشترك، والدفاع عن التعددية والنظام التجاري متعدد الأطراف في مواجهة التحديات العالمية المتزايدة.
وأكد الرئيس الصيني، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية "شينخوا"، أن دول البريكس – التي تضم الصين، روسيا، البرازيل، جنوب أفريقيا، والهند – تمثل اليوم صوتًا محوريًا للجنوب العالمي، وعليها أن تتحمل مسؤولياتها في تعزيز العدالة الاقتصادية الدولية، ومقاومة السياسات الأحادية التي تهدد استقرار الأسواق العالمية.
وقال شي جين بينغ في كلمته: "في هذه المرحلة الحرجة، ينبغي على دول البريكس أن تعمل بروح الانفتاح والشمول والتعاون المربح للجميع، وأن تدافع بشكل مشترك عن التعددية ونظام التجارة متعدد الأطراف، مع تعزيز الشراكات الكبرى بما يضمن بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية".

وأشار الرئيس الصيني إلى أن التمسك بروح البريكس، التي تقوم على التعاون والتكامل، يمثل السبيل الأمثل لحماية النظام التجاري والاقتصادي الدولي من الاضطرابات التي يشهدها العالم مؤخرًا، لافتًا إلى أن الممارسات الأحادية وسياسات الهيمنة التجارية تضر بالمصالح المشتركة للدول النامية والاقتصادات الناشئة.
كما شدد على أن بكين ستواصل دعمها للدول الأعضاء في البريكس، سواء من خلال المشروعات الاستثمارية الضخمة في مجالات البنية التحتية والطاقة، أو عبر تعزيز مبادرة "الحزام والطريق"، التي باتت تشكل منصة استراتيجية لربط الأسواق وتعزيز التنمية المشتركة.
ولفت شي إلى أن العالم يواجه تحديات اقتصادية متشابكة، أبرزها تباطؤ النمو العالمي، وأزمات الديون في الدول النامية، إلى جانب الاضطرابات الجيوسياسية التي تلقي بظلالها على الاستقرار الدولي.
وأوضح أن مواجهة هذه التحديات تتطلب موقفًا موحدًا من جانب دول البريكس يقوم على التضامن وتنسيق المواقف في المنظمات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية والأمم المتحدة.
وبحسب مراقبين، فإن دعوة الرئيس الصيني تعكس رؤية بكين المتصاعدة لتعزيز نفوذها في النظام الاقتصادي العالمي، في وقت يتزايد فيه الحديث عن تحول مركز الثقل الاقتصادي نحو آسيا، وتراجع هيمنة القوى التقليدية.
كما يشير هذا الخطاب إلى رغبة الصين في ترسيخ البريكس كقوة سياسية واقتصادية قادرة على موازنة النفوذ الغربي.