حوار مسرّب بين بوتين وشي وكيم حول الخلود يثير جدلاً

شهدت العاصمة الصينية بكين حدثًا غير متوقع خلال احتفالات يوم النصر الصيني الأسبوع الماضي، إذ التقطت الميكروفونات المفتوحة حوارًا غير رسمي جمع بين الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، تناول أفكارًا غير تقليدية حول مستقبل البشرية وإمكانية العيش حتى عمر 150 عامًا، بل وحتى الحديث عن "الخلود" عبر التقدم في زراعة الأعضاء البشرية والتكنولوجيا الحيوية.
وبحسب شبكة سي إن إن الأمريكية، جرى تسجيل المحادثة المصادفة أثناء سير القادة الثلاثة نحو المنصة الرئيسية في ميدان تيانانمن لمتابعة العرض العسكري الضخم، والذي أقيم لإحياء الذكرى الثمانين لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من أن المناسبة كانت مخصصة لإظهار القوة العسكرية الصينية وتعزيز التحالفات مع موسكو وبيونغ يانغ، فإن الحوار الجانبي سرق الأضواء وأثار تفاعلاً واسعًا في الإعلام الأمريكي.

خلال التسجيل، أعرب شي جين بينغ عن سعادته بلقاء كيم جونغ أون بعد غياب ست سنوات، قبل أن يشير إلى أن من هم في السبعينيات من عمرهم ما زالوا يُعتبرون "شبابًا". وهنا تدخّل مترجم روسي ناقلًا عن بوتين قوله إن التطور السريع في التكنولوجيا الحيوية وزراعة الأعضاء سيتيح للإنسان في المستقبل أن يعيش شبابًا دائمًا، وربما يصل إلى "الخلود".
وفي مقطع آخر من الحوار، قال الرئيس الصيني إن "التوقع في هذا القرن أن يعيش البشر حتى 150 عامًا"، وهو ما أكده بوتين لاحقًا للصحفيين، مشيرًا إلى أن التقدم الطبي ووسائل العلاج الحديثة سيساهمان في رفع متوسط العمر المتوقع عالميًا. وأضاف الرئيس الروسي أن الفوارق بين الدول في هذا المجال ستظل قائمة، لكن الاتجاه العام يشير إلى إطالة أعمار البشر بشكل ملحوظ.
وقد أثار تسريب هذه المحادثة جدلًا واسعًا في الإعلام الأمريكي، الذي اعتبر أن النقاش يُظهر جانبًا إنسانيًا مختلفًا عن القادة الثلاثة، بعيدًا عن الخطابات السياسية والعسكرية. كما اعتبر محللون غربيون أن الحوار قد يعكس رؤية أعمق لدى بكين وموسكو وبيونغ يانغ حول مستقبل البشرية، وارتباطه بالتحولات الجيوسياسية الكبرى.