مليارات البشر يشاهدون الخسوف الكلي للقمر في أطول ظاهرة فلكية خلال العقد

شهد سكان الأرض مساء الأحد 7 سبتمبر 2025 حدثًا فلكيًا نادرًا، تمثل في خسوف كلي للقمر، تابعه ما يقارب 7 مليارات شخص حول العالم، أي ما يعادل 85% من سكان الكوكب، وفق تقديرات موقع "تايم آند ديت" المتخصص في الرصد الفلكي.
وقد اعتُبر هذا الحدث من أكثر الظواهر الفلكية مشاهدة في السنوات الأخيرة، نظرًا لاتساع رقعة المناطق التي تمكنت من رؤيته وامتداد فترة استمراره.
وأفاد خبراء الفلك أن الخسوف استمر بمراحله المختلفة نحو 5 ساعات و27 دقيقة، وهي مدة طويلة نسبيًا، بينما بلغت فترة الخسوف الكلي وحدها ساعة و22 دقيقة (82 دقيقة)، ما يجعله من أطول الخسوفات القمرية التي يشهدها العالم خلال العقد الأخير.
وقد ظهر القمر خلال ذروة الظاهرة بلون أحمر نحاسي بسبب انعكاس أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض على سطحه، فيما يعرف اصطلاحًا باسم "القمر الدموي".
وكان الخسوف مرئيًا بشكل كامل في معظم مناطق آسيا والدول العربية، إضافة إلى غرب أستراليا، بينما شاهد سكان أوروبا وإفريقيا المشهد عند شروق القمر في سمائهم. وعلى الجانب الآخر، غابت الظاهرة عن الأمريكتين بسبب التوقيت الجغرافي الذي لم يسمح بمشاهدتها هناك.
المراصد الفلكية في عدة عواصم عربية وأوروبية فتحت أبوابها للجمهور لمتابعة الحدث عبر التلسكوبات، كما نظمت الجامعات والهيئات العلمية محاضرات قصيرة وورش توعية حول الظاهرة، مؤكدين أن مثل هذه الأحداث تمثل فرصة علمية إلى جانب كونها مشهدًا بصريًا مدهشًا.
وانتشرت عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي آلاف الصور للقمر خلال مراحل الخسوف، التُقطت من مدن كبرى مثل القاهرة، الرياض، دبي، نيودلهي، بكين، باريس، وبرلين.

ويرى علماء الفلك أن أهمية هذا الخسوف لا تقتصر على الجانب الجمالي فقط، بل تتعداه إلى المجال العلمي، حيث تساعد هذه الظواهر في دراسة حركة الأجرام السماوية، ورصد التغيرات المناخية التي تؤثر في مدى وضوحها.
كما أشار بعض الباحثين إلى أن الظاهرة أعادت تسليط الضوء على شغف الإنسان بالفضاء وحرصه على التواصل مع الظواهر الطبيعية التي تجمع البشرية في لحظة واحدة رغم اختلاف المواقع.
ويُتوقع أن تشهد السنوات المقبلة خسوفات جديدة، إلا أن طول مدة هذا الخسوف وانتشاره الواسع جعلاه حدثًا استثنائيًا سيظل حاضرًا في ذاكرة ملايين الهواة والعلماء على حد سواء.