ترامب يأمر بإزالة خيمة احتجاجية أمام البيت الأبيض بعد 30 عامًا

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توجيهاته بإزالة خيمة احتجاجية كانت قائمة أمام البيت الأبيض منذ أكثر من 30 عامًا، والتي أصبحت رمزًا للاحتجاجات السلمية ضد الحروب في الولايات المتحدة الأمريكية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ترامب في المكتب الأبيض، حيث اعتبر أن الخيمة تحولت إلى "مكان معادٍ لأميركا" بحسب وصفه، مطالبًا المسؤولين بإزالتها فورًا ودون أي تأجيل.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن الخيمة التي أُقيمت منذ عقود أمام مقر الرئاسة الأمريكية تمثل نشاطات احتجاجية قام بها ما وصفهم بـ"اليساريون المتطرفون"، مشيرًا إلى إمكانية نقلها إلى لافاييت بارك إذا كان ذلك مناسبًا، مؤكدًا أن توجيهاته تشمل تنفيذ عملية الإزالة بشكل عاجل خلال اليوم نفسه. وأكد ترامب أنه لم يكن على علم بوجود هذه الخيمة في الموقع، مشيرًا إلى أن السلطات في العاصمة الأمريكية واشنطن أزالت بالفعل مئات الخيام الأخرى في إطار جهودها لمكافحة الجريمة، وأن هذه الخيمة ستخضع لنفس الإجراءات.

وتعتبر هذه الخيمة من أبرز الرموز التاريخية للاحتجاجات ضد الحروب الأمريكية، إذ تم نصبها لأول مرة منذ ثلاثين عامًا أمام مقر الرئاسة الأمريكية.
وعلى مدى السنوات الماضية، احتضن الموقع نشاطات سلمية واحتجاجات متعددة تهدف إلى التعبير عن رفض الحروب الخارجية للولايات المتحدة، ما جعلها أحد المعالم الرمزية في العاصمة واشنطن، بحسب مراقبين سياسيين.
وقد شهد المكان أحداثًا شعبية متعددة تضمنت تظاهرات واعتصامات سلمية للمطالبة بوقف الحروب والنزاعات الخارجية.
وجاء قرار ترامب بعد يوم واحد من توقيعه أمرًا تنفيذيًا لتغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية رسميًا إلى "وزارة الحرب"، في خطوة تعتبر إعادة إلى التسميات القديمة قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، لتعكس بشكل أكبر دور البنتاجون في منع النزاعات وفرض السيطرة على العمليات العسكرية الأمريكية. وأثار هذا القرار جدلاً واسعًا على الصعيدين المحلي والدولي، وسط توقعات بأن تكون له تأثيرات رمزية وسياسية على المدى الطويل.
ويرى محللون سياسيون أن خطوة ترامب لإزالة الخيمة التاريخية تأتي في إطار سياسته لتقليص الرموز الاحتجاجية في العاصمة الأمريكية، ومحاولة الحد من أي نشاطات تعارض توجهاته السياسية الحالية. ويشير هؤلاء إلى أن هذه الخطوة قد تثير ردود فعل بين نشطاء السلام وحقوق الإنسان، الذين اعتادوا على اعتبار الخيمة معلمًا رمزيًا لمناهضة الحروب الأمريكية منذ نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات.
وبذلك تصبح خطوة إزالة الخيمة جزءًا من التغيرات الرمزية والسياسية التي تشهدها واشنطن في عهد ترامب، خاصة مع التعديلات التي أجرها على الهيكل الإداري للوزارة الأعلى في مجال الدفاع، بما يعكس رؤية جديدة للسياسة الأمريكية تجاه الرموز التاريخية والمعارضة المدنية.