قرار جاكبو يرفع من قيمة ليفربول التسويقية ويعزز صورته عالميًا

قرار النجم الهولندي كودي جاكبو بالاستمرار مع ليفربول ورفض عرض بايرن ميونخ لم يكن مجرد خطوة رياضية بحتة، بل حمل أبعادًا تسويقية وإعلامية بالغة الأهمية بالنسبة للنادي الإنجليزي.
فاختيار اللاعب البقاء في "أنفيلد" يعكس صورة استقرار وثقة متبادلة بين الإدارة واللاعبين، وهو ما يعزز مكانة ليفربول في سوق كرة القدم العالمية.
من الناحية التسويقية، يمثل جاكبو أحد أبرز الوجوه الصاعدة في كرة القدم الأوروبية، خاصة أنه يجمع بين الموهبة والأداء المتوازن داخل الملعب، إلى جانب الشعبية الكبيرة التي يحظى بها في هولندا وأوروبا. استمرار اللاعب مع ليفربول يعني بقاء عنصر جذاب لرعاة النادي، حيث تفضل الشركات الاستثمار في نجوم شباب قادرين على الاستمرارية لسنوات طويلة.
كما أن قرار جاكبو يرسل إشارة قوية إلى باقي اللاعبين في الفريق وخارجه بأن ليفربول مشروع مستقبلي يمكن البناء عليه، وليس مجرد محطة انتقالية. هذه الرسالة قد تسهل مهمة الإدارة في استقطاب لاعبين جدد، وتمنح النادي أفضلية في مفاوضاته مع شركات الرعاية العالمية التي تبحث عن الاستقرار قبل ضخ أموالها.
على المستوى الإعلامي، نجح ليفربول في تحويل قصة جاكبو إلى أداة لبناء صورة إيجابية عن النادي. فوسائل الإعلام الأوروبية أبرزت كيف أن اللاعب الهولندي فضّل الاستقرار في الدوري الإنجليزي الممتاز على الانتقال إلى الدوري الألماني، وهو ما يعزز مكانة "البريميرليج" بوصفه الوجهة الأولى لأبرز النجوم. كما أن هذه التغطية الإعلامية ساهمت في إبراز ليفربول كفريق قادر على الاحتفاظ بنجومه رغم المنافسة القوية من أندية أوروبية عملاقة مثل بايرن ميونخ.

من زاوية أخرى، يساهم بقاء جاكبو في دعم هوية ليفربول كفريق يوازن بين التنافسية والتخطيط طويل المدى. فالإدارة نجحت في الحفاظ على لاعب شاب يمتلك خبرة أوروبية ويشارك بانتظام مع منتخب بلاده، وهو ما يرفع من القيمة السوقية للفريق في البطولات القارية مثل دوري أبطال أوروبا.
ويشير خبراء تسويق رياضي إلى أن قصة جاكبو قد تزيد من مبيعات قمصان ليفربول في الأسواق الأوروبية والآسيوية، خصوصًا مع الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب في هولندا ودول الجوار. كما أن استمراره مع الفريق يساهم في استقطاب مشجعين جدد للنادي، ما يعزز من عوائد البث التلفزيوني والجماهيرية.
في النهاية، يمكن القول إن قرار جاكبو لم يكن فقط انتصارًا لليفربول داخل الملعب، بل كان أيضًا ضربة تسويقية وإعلامية ناجحة، جعلت النادي الإنجليزي يثبت مرة أخرى أنه قادر على المنافسة رياضيًا واقتصاديًا، في وقت أصبحت فيه كرة القدم الحديثة تعتمد على التكامل بين الأداء والاقتصاد الرياضي.