مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تونس تحتضن نشطاء أسطول الصمود المتجه إلى غزة

نشر
الأمصار

تشهد العاصمة التونسية استعدادات مكثفة لانطلاق وفود دولية ضمن أسطول الصمود العالمي المتجه إلى قطاع غزة، في أكبر تحرك بحري دولي منذ سنوات يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ ما يزيد عن 18 عاماً.

وبحسب المنظمين، من المقرر أن تنطلق السفن المشاركة يوم السابع من سبتمبر/أيلول الجاري، بعد تعديل الموعد بسبب سوء الأحوال الجوية الذي أجبر بعض السفن على العودة إلى ميناء برشلونة الإسباني. ويضم الأسطول أكثر من 70 سفينة، على متنها ما يقارب ألف ناشط من 44 دولة، إلى جانب مئات الأطنان من المساعدات الطبية والغذائية المخصصة لسكان غزة.

مشاركة واسعة من دول عربية ودولية

قال وائل نوار، عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس، إن المشاركين خضعوا لتدريبات خاصة حول كيفية التعامل مع اعتراضات الجيش الإسرائيلي أو محاولات الاقتحام. وأكد أن الهدف الأساسي هو «إيصال رسالة سياسية وإنسانية بأن غزة ليست وحدها».

ويشارك وفد موريتاني يضم برلمانيين وأطباء وصحفيين، حيث شدد رئيس الوفد مرتضى ولد اطفيل على أن مشاركتهم تأتي دعماً لصمود الشعب الفلسطيني، رغم التهديدات الإسرائيلية المتكررة. كما ينطلق من تونس وفد خليجي يقوده الطبيب الكويتي محمد جمال، الذي اعتبر أن «ما يحدث في غزة هو تجويع متعمد يُستخدم كسلاح».

ومن أوروبا، ينضم البرلماني الأيرلندي بول ميرفي، الذي سبق اعتقاله من قبل الجيش الإسرائيلي عام 2011، مؤكداً أن تصاعد المجاعة في غزة دفعه للمشاركة من جديد. كما يشارك في الأسطول شخصيات بارزة بينها رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو، والنائبة البرتغالية ماريانا مورتاغوا، إضافة إلى الناشطة السويدية في مجال البيئة غريتا تونبرغ.

أما في إيران، فقد أعلن رئيس جمعية صوت غزة علي أكبر طاهري أن الوفد الإيراني لن يشارك في الإبحار بعد تهديدات إسرائيلية، لكنه أكد أن بلاده تواصل دعمها الكامل للأسطول والقضية الفلسطينية.

تهديدات إسرائيلية وتصعيد سياسي

على الجانب الآخر، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن إسرائيل ستتعامل "بصرامة أكبر" مع هذا الأسطول مقارنة بالمحاولات السابقة، ملمحاً إلى إمكانية إدراج بعض المنظمين على قوائم "الإرهاب" وفرض عقوبات عليهم.

ويرى محللون أن الموقف الإسرائيلي يعكس خشية من التأثير الإعلامي والسياسي لهذا التحرك الدولي، خاصة أنه يحظى بتغطية إعلامية واسعة وحضور نشطاء بارزين من مجالات سياسية وإنسانية وبيئية.

أبعاد إنسانية وسياسية

يأتي هذا التحرك في وقت حذر فيه برنامج الأغذية العالمي ومنظمات دولية أخرى من خطر المجاعة في غزة، حيث يواجه أكثر من مليوني شخص نقصاً حاداً في الغذاء والدواء، وسط استمرار القصف وتدمير البنية التحتية.

ويؤكد منظمو أسطول الصمود أن تحركهم لا يقتصر على إيصال المساعدات، بل يهدف إلى كسر عزلة غزة وإبراز معاناة سكانها أمام الرأي العام العالمي

. كما يشيرون إلى أن حجم المشاركة هذا العام يجعل الأسطول أكبر تحالف مدني دولي يسعى مباشرة إلى تحدي الحصار البحري الإسرائيلي.