مستوطنون إسرائيليون يستولون على منزل فلسطيني في البلدة القديمة بالخليل

الخليل، الضفة الغربية المحتلة – أفادت بلدية الخليل، الأربعاء 3 سبتمبر 2025، بأن مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين استولت على منزل فلسطيني في البلدة القديمة، وأقاموا حفلاً استفزازيًا في محيط العقار، في تصعيد جديد ضمن السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد المدينة وفرض واقع جديد على الأرض.
وأوضح البيان الصادر عن البلدية أن المستوطنين نفذوا استيلاءهم على المنزل المحاذي لمبنى البلدية القديم، بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية على جدران المنزل، فيما ظهرت مقاطع فيديو للمستوطنين وهم يقيمون الرقصات في الساحة المحيطة. واعتبرت البلدية أن هذه الأعمال تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، وتأتي ضمن استراتيجية ممنهجة لتهويد البلدة القديمة في الخليل، حيث يتم إغلاق الشوارع الرئيسية وتهجير السكان الفلسطينيين من مناطق الزاهدة والشلالة وغيرها.
وأشارت البلدية إلى أنها مستمرة في اتخاذ الإجراءات القانونية لحماية الإرث الحضاري والتاريخي للمدينة، مؤكدة أن هذه السياسات الإسرائيلية تهدد النسيج الاجتماعي والتاريخي للخليل. وتخضع البلدة القديمة لسيطرة إسرائيلية كاملة، ويقطنها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي، بعد تقسيم المدينة بموجب اتفاق الخليل عام 1997 إلى منطقتي H1 وH2، حيث منحت إسرائيل سيطرة كاملة على البلدة القديمة وأطرافها.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه وزير المالية الإسرائيلي اليميني، بتسلئيل سموتريتش، عن نية تل أبيب ضم 82% من الضفة الغربية، مع التركيز على منع قيام دولة فلسطينية مستقلة، وسط تحركات إسرائيلية مكثفة لتوسيع البناء الاستيطاني وهدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم. وتشهد الضفة الغربية والقدس الشرقية تصاعدًا في الاعتداءات الإسرائيلية بالتوازي مع الحرب على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، التي خلفت أكثر من 63 ألف شهيد فلسطيني و161 ألف جريح، بحسب إحصاءات رسمية فلسطينية، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين.
وتزامنًا مع هذه الأحداث، أعلنت عدة دول غربية، بينها فرنسا وبريطانيا وبلجيكا، عن عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الجاري، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة ويعكس التوترات المتصاعدة بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية.