مهرجان فينيسيا السينمائي يمنح جائزة كامباري للشغف للمخرج "غاس فان سانت"

حصل المخرج الأمريكي غاس فان سانت على جائزة كامباري للشغف بالسينما خلال فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي، تقديراً لإسهاماته البارزة في السينما الأمريكية المستقلة.
انطلاق فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي
يقدم فان سانت في المهرجان فيلمه الأخير "Dead Man's Wire" خارج المسابقة الرسمية، ليواصل التأكيد على مكانته كواحد من أبرز صناع السينما المستقلة منذ ثمانينيات القرن الماضي. وتشمل أعماله الشهيرة أفلاماً مثل "Drugstore Cowboy" و*"My Own Private Idaho"، إلى جانب "Milk" و"Good Will Hunting"* اللذين حصلا على جوائز أوسكار.
يُعَد غاس فان سانت واحدًا من أبرز المخرجين الأميركيين المعاصرين، إذ نجح في تكوين بصمة خاصة داخل هوليوود والعالم من خلال أفلامه التي تناولت قضايا الهوية والمثلية الجنسية والثقافات الفرعية، ما وضعه في طليعة رواد حركة "سينما الكوير الجديدة".
تأثر فان سانت بالمخرج المجري الكبير بيلا تار، وظهر هذا التأثير بوضوح في فيلمه "جيري" (2002)، حيث اعتمد على اللقطات الطويلة المتواصلة التي أصبحت لاحقًا من سماته البارزة.
لم يقتصر إبداعه على السينما فحسب، بل امتد إلى الرسم والتصوير الفوتوغرافي والموسيقى، ما جعله فنانًا متعدد الأبعاد. بدأ مسيرته بإخراج الإعلانات التلفزيونية في شمال غرب المحيط الهادئ، قبل أن يطرق أبواب السينما بفيلمه الأول "مالا نوش" (1985).
حقق فان سانت نجاحًا كبيرًا مع فيلم "كاوبوي الصيدلية" (1989)، الذي لاقى استحسان النقاد وحصد عدة جوائز من جمعيات النقد السينمائي في لوس أنجلوس ونيويورك، إضافة إلى جائزة أفضل مخرج من الجمعية الوطنية للنقاد.
واستمر تألقه مع فيلم "بلدي الخاص آيداهو" (1991)، ثم "الموت من أجل" (1995) الذي أكد براعته في تقديم الكوميديا السوداء.
كانت النقلة الكبرى في مسيرته مع فيلم "ويل هانتنغ الجيد" (1997)، الذي اعتُبر أيقونة سينمائية وحصد ترشيحات وجوائز عدة، ليتكرر النجاح مع فيلم "ميلك" (2008) الذي تناول سيرة الناشط الأميركي هارفي ميلك. هذان الفيلمان منحاه ترشيحين لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل مخرج، إضافة إلى ترشيحين لفئة أفضل فيلم.
عام 2003 شكّل محطة تاريخية في مسيرته، حيث نال فيلمه "الفيل" المستوحى من مذبحة مدرسة كولومبين الثانوية السعفة الذهبية في مهرجان كان، إلى جانب جائزة أفضل مخرج، ليصبح أحد مخرجين اثنين فقط في تاريخ المهرجان يحصدان الجائزتين معًا في العام نفسه، إلى جانب جويل كوين.
رغم نجاح أفلام مثل "البحث عن فورستر" (2000) و"حديقة بجنون العظمة" (2007)، فإن أعمالًا أخرى مثل "الأيام الأخيرة" (2005) و"أرض الميعاد" (2012) أثارت جدلًا واسعًا وتفاوتت حولها آراء النقاد.
لم يقتصر إبداع فان سانت على الإخراج، إذ كتب العديد من سيناريوهات أفلامه، وأصدر رواية بعنوان "وردي"، كما نشر كتابًا فوتوغرافيًا باسم "108 بورتريهات"، وأطلق ألبومين موسيقيين.
ويقيم اليوم في لوس فيليز بولاية كاليفورنيا، حيث يواصل مسيرته كواحد من أبرز الأصوات السينمائية التي نقلت قضايا المهمشين والهامش الثقافي إلى قلب المشهد العالمي.