بريطانيا تستعد لاتخاذ خطوة الاعتراف بفلسطين في هذا الموعد

وسط ترقب دولي واسع، تقترب «بريطانيا» من اتخاذ قرار مُهم باعترافها بدولة «فلسطين»، في خطوة قد تُعيد تشكيل موازين القوة في الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية نقلًا عن مسؤول بريطاني لم تذكر اسمه، بأن لندن لم تتخل عن خططها للاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر.
وقال المسؤول للصحيفة: «سنُقيّم جميع العوامل المتعلقة بالاعتراف، ولكن في الوقت الحالي نحن على طريق الاعتراف في سبتمبر»، ومن المتوقع أن يتم تأكيد هذا الموقف رسميًا من قِبل وزير الخارجية البريطاني، «ديفيد لامي»، خلال خطابه في مجلس العموم للبرلمان البريطاني في الأول من سبتمبر.
خطوة بريطانية حاسمة
وفي (29) يوليو الماضي، نشر مكتب رئيس وزراء بريطانيا، «كير ستارمر»، بيانًا جاء فيه أن لندن ستعترف بدولة فلسطين قبل بدء دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في (9) سبتمبر، إذا استمر إسرائيل في عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ولم تتوقف عن العملية العسكرية في المنطقة.
وفي (24) يوليو الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي، «إيمانويل ماكرون»، أن باريس ستعترف بدولة فلسطين في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. كما أفادت وكالة «رويترز»، بأن إسرائيل تُفكر في ضم الضفة الغربية كرد فعل على إجراءات الدول الأوروبية.
بريطانيا.. حملة اعتقالات تطال أنصار «فلسطين أكشن» في لندن
من ناحية أخرى، في تصعيد لافت ضد الحراك التضامني مع الفلسطينيين، أقدمت «الشرطة البريطانية» على اعتقال أكثر من (470) ناشطًا من مجموعة «فلسطين أكشن»، التي تُعرف بمواقفها المناهضة لتوريد الأسلحة لإسرائيل.
فلسطين أكشن
وقالت الشرطة في تحديث حول أعداد المعتقلين المناصرين لمنظمة "فلسطين أكشن" إنه جرى اعتقال 474 شخصا في العاصمة".
وبدأت السلطات البريطانية في تنفيذ اعتقالات خلال أضخم تظاهرة تشهدها لندن، منذ أن أُدرجت المجموعة على لائحة التنظيمات الإرهابية المحظورة في المملكة المتحدة.
وأعلنت شرطة لندن أنها استقدمت عناصر من قوات شرطة أخرى لتعزيز وجودها الأمني، بهدف السيطرة على التظاهرات المتوقعة خلال عطلة نهاية الأسبوع التي تشهد نشاطا احتجاجيا مكثفا.
دعم شعبي لفلسطين أكشن
وتجمع مئات المحتجين في ساحة البرلمان وسط لندن، في مسيرة نظمتها حركة "دافعوا عن محلفينا" (Defend Our Juries)، التي أعلنت استمرارها في تنظيم التظاهرة رغم التحذيرات الصارمة من الشرطة. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات داعمة لمجموعة "فلسطين أكشن"، التي يشكل دعمها أو عضويتها جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاما بموجب قانون الإرهاب لعام 2000.
وتأسست حركة "فلسطين أكشن" في المملكة المتحدة عام 2020 كمجموعة ناشطة متخصصة في تنظيم حملات احتجاجية مباشرة ضد الشركات والمؤسسات التي تتهم بدعم الاحتلال الإسرائيلي وممارساته في الأراضي الفلسطينية. وتعتمد الحركة بشكل رئيسي على أساليب الضغط المباشر والمقاطعة والاحتجاجات السلمية غير التقليدية، مثل إغلاق المراكز التجارية أو تعطيل عمليات الشحن والتوريد المرتبطة بالشركات التي تدعم تصرفات إسرائيل.
المعارضة البريطانية: «خطة ستارمر للاعتراف بفلسطين ليست سوى استعراض سياسي»
من جهة أخرى، بينما يسعى رئيس الوزراء البريطاني، «كير ستارمر»، لإعادة تموضع بريطانيا في قضايا الشرق الأوسط عبر الاعتراف بدولة «فلسطين»، تُواجه خطته انتقادات من المعارضة التي تعتبرها محاولة رمزية لكسب شعبية داخلية، لا أكثر.