الدودة الحلزونية.. خطر يهدد الثروة الحيوانية وينتقل عبر اللحوم الملوثة

تُعد الدودة الحلزونية من أخطر الطفيليات التي تهدد صحة الإنسان والحيوان على حد سواء، نظرًا لقدرتها السريعة على التكاثر وإحداث إصابات مدمرة في الأنسجة.
الدودة الحلزونية تنذر بتهديد الصحة العامة للجسم
تنتمي هذه الدودة إلى فصيلة الذباب، حيث تضع إناثها البيوض داخل الجروح المكشوفة أو على أنسجة الحيوانات، لتفقس لاحقًا يرقات تتغذى مباشرة على اللحم الحي مسببة التهابات خطيرة قد تتطور إلى مضاعفات قاتلة إذا لم يتم التدخل العلاجي السريع.
وتزداد خطورة هذه الطفيليات في المناطق الزراعية والريفية، خاصة بين المزارع التي تفتقر إلى الرقابة الصحية الصارمة، ما يجعل الثروة الحيوانية عرضة لتفشي العدوى، ويهدد بدوره سلاسل إنتاج اللحوم عالميًا.

كما يمكن انتقال العدوى للإنسان عبر الجروح الملوثة أو من خلال تناول لحوم غير مطهية جيدًا، وهو ما يفرض ضرورة اتباع إجراءات وقائية دقيقة، تشمل الفحص البيطري المستمر، والحفاظ على نظافة البيئة، والالتزام بقواعد السلامة الغذائية، باعتبار الوقاية السبيل الأمثل لحماية الإنسان والحيوان من هذا الخطر المتنامي.
خطر الدودة الحلزونية:
حذر خبير الصحة العالمية الدكتور فؤاد عودة من خطورة ما يُعرف بـ الدودة الحلزونية، مشيرًا إلى أنها من الطفيليات القادرة على اختراق جسم الإنسان عبر الجروح المفتوحة الملوثة أو من خلال اللحوم غير المطهية جيدًا.
وأوضح الدكتور عودة، في مقابلة من روما، أن هذه الدودة تضع أكثر من 100 بيضة داخل مكان الإصابة، ما يسبب التهابات شديدة، وانبعاث روائح كريهة تجذب الحشرات الأخرى، الأمر الذي يزيد من انتشار العدوى في الجرح.

وأكد أن خطورة الدودة تكمن في إصابة الثروة الحيوانية، خاصة في مزارع الأبقار بأمريكا الجنوبية والشمالية، ما يهدد الإنتاج الحيواني ويؤثر على صادرات اللحوم عالميًا.
وأضاف أن انتقال العدوى لا يتم عبر الهواء مثل الفيروسات التنفسية (كورونا مثلًا)، وإنما عبر الاحتكاك المباشر بالجروح أو تناول لحوم ملوثة.
وشدد الخبير على أن الوقاية هي خط الدفاع الأول، من خلال:
غسل اللحوم جيدًا بالماء والخل قبل الطهي.
التأكد من مصدر اللحوم وتجنب الشراء من الأسواق غير الموثوقة.
طهي اللحوم على درجات حرارة عالية لضمان القضاء على الطفيليات.
غسل اليدين باستمرار والحفاظ على نظافة المياه والبيئة.
وأوضح عودة أن العلاج في حال الإصابة يتطلب إزالة البيوض واليرقات جراحيًا من مكان الجرح، لافتًا إلى أن التأخر في ذلك قد يؤدي إلى انتشارها في مجرى الدم مسببة مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة خلال 12 ساعة.
وفيما يتعلق بالمنطقة العربية، أكد الخبير أن مستوى الخطورة منخفض حاليًا، لضعف الاتصال المباشر مع أمريكا اللاتينية، المصدر الرئيس للحالات المكتشفة. ومع ذلك شدد على ضرورة اليقظة والإبلاغ عن أي إصابات محتملة لوزارات الصحة، وعزل المزارع المصابة كما يحدث مع الأمراض المعدية الأخرى.

واختتم الدكتور فؤاد عودة نصيحته بالقول: "الوقاية دائمًا هي الحل الأبدي، من خلال الغذاء النظيف والمياه النظيفة، والالتزام بالمعايير الصحية عند التعامل مع اللحوم."