الصومال.. ختام دورة أكاديمية لتطوير طرق تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها بمقديشو

اختتمت اليوم بمقر رابطة أفبينس التعليمية في مقديشوً فعاليات الدورة التدريبية الخاصة بترقية أداء معلمي اللغة العربية في المدارس الصومالية، التي أقيمت بالتعاون مع برنامج بيان لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها التابع للأكاديمية الصومالية للإعلام الرقمي ( صودما) ، بالشراكة ورعاية كلية بنادر للتربية التابعة لرابطة أفبينس في إطار برامجها التنشيطية المعتادة في عطلة منتصف العام .
شارك في الدورة اثنان وستون متدربًا ومتدربة من مختلف محليات مقديشو، وقدّم محاضراتها أساتذة مختصون من السودان الشقيق، حيث تناول الدكتور إسحق علي محمد (مدير الإدارة الأكاديمية بجامعة المغتربين – في السودان)ومدير برنامج بيان محاور تتعلق بطرق تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتنمية المهارات اللغوية الأربع لدى الطلاب، إضافة إلى معالجة الصعوبات التي يواجهها المتعلم الصومالي. بينما تناول الدكتور بدر الدين محمد آدم (أستاذ أصول التربية بجامعة السودان المفتوحة) موضوعات حول أخلاقيات مهنة التعليم، واستراتيجيات التدريس الفعال، وخصائص المعلم المتميز.

وشارك في الحفل الختامي مسؤولون من وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية في البلاد والذين شددوا على أهمية مثل هذه الأنشطة الأكاديمية والتربية
وأكد ت السيدة ماريا زكريا رئيسة قسم الجودة في وزارة التربية والتعليم العالي إن “واقع اللغة العربية في الصومال اليوم يثير القلق أمام هيمنة اللغات الأجنبية، وما نراه في نتائج الثانوية العامة من تدنٍ في مادتي التربية الإسلامية (٣٦٪) واللغة العربية (٤٠٪) يؤكد مسؤوليتنا جميعًا كمعلمين وصنّاع قرار في مضاعفة الجهد، والحفاظ على هويتنا وقيمنا، مشيرة إلى أن التربية الإسلامية واللغة العربية ليستا مجرد مواد دراسية، بل عماد هويتنا الوطنية والدينية، والنموذج التربوي القرآني سبيل لغرس القيم وتعزيز الانتماء للوطن والدين.
وتوجهت بالشكر إلى الجهات التي نظمت هذه الدورة
الأكاديمية الصومالية للإعلام الرقمي
من جانبه، أثنى السيد عبد الرحمن المدير التنفيذي لرابطة أفبينس على الدور الرائد للأكاديمية الصومالية للإعلام الرقمي واهتمامها بتطوير تعليم اللغة العربية، من خلال دعمها لبرنامج بيان لتعليم اللغة العربية ، مؤكدًا حرص الرابطة على توسيع التعاون مع المؤسسات التعليمية ذات الاهتمام المشترك وإعادة إحياء اللغة العربية في البلاد .
كما عبّر عدد من المشاركين عن ارتياحهم للمشاركة في الدورة، واصفين التجربة بأنها مهمة واستثنائية في مسيرتهم المهنية، لما قدمته من معارف ومهارات ستعينهم في أداء رسالتهم التربوية.
بدوره، أثنى الدكتور إسحق علي محمد مدير برنامج بيان على الحضور المتميز والتفاعل الإيجابي للمتدربين طوال الأيام الثلاثة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الدورات تجسد الشراكة الفاعلة بين المؤسسات التعليمية في الصومال والسودان، وفي مقدمتها كلية بنادر للتربية وأكاديمية صودما.
وفي الختام، تم توزيع الشهادات على المشاركين وسط أجواء احتفالية عكست اهتمام الدولة والمؤسسات التعليمية المختلفة بترسيخ مكانة اللغة العربية، باعتبارها وسيلة للتواصل والمعرفة وتعزيز الهوية الثقافية.