روسيا تُعلن تدمير مُسيّرة أوكرانية قُرب محطة كورسك النووية واندلاع حريق

في تصعيد يُبرز حساسية البنية التحتية النووية داخل الأراضي الروسية، أعلنت «موسكو»، تدمير طائرة مُسيّرة أوكرانية كانت تُحلّق قُرب «محطة كورسك النووية»، ما أسفر عن اندلاع حريق في المنطقة. الحادث يعكس تحولاً في طبيعة الأهداف الأوكرانية، وتوسعًا في نطاق الاشتباك ليطال منشآت ذات طابع استراتيجي بالغ الخطورة.
وفي هذا الصدد، أفادت إدارة محطة كورسك للطاقة النووية، في بيان، بأن وسائط الدفاع الجوي أسقطت مسيرة جوية أوكرانية قرب محطة كورسك للطاقة النووية، مما تسبب بضرر لمحول كهربائي.
وجاء في البيان الذي نشر على قناة إدارة المحطة في تيلغرام: "في الساعة 00:26 من يوم 24 أغسطس بتوقيت موسكو، أسقطت وسائط الدفاع الجوي المناوبة التابعة للجيش الروسي مسيرة جوية قتالية أوكرانية قرب محطة كورسك للطاقة النووية. وعند سقوط المسيرة انفجرت العبوة الناسفة التي تحملها، ما أدى إلى وقوع أضرار في محول كهربائي مخصص لاحتياجات المحطة".
المحطة بلا أضرار
وتم إخماد حريق محدود اندلع بسبب سقوط حطام المسيرة، ما أدى إلى تفريغ الكتلة الثالثة بنسبة 50%. ولم يصب أحد بأذى.
وأضافت المحطة: "حاليا، تعمل وحدة الطاقة الثالثة في محطة كورسك للطاقة النووية. وتخضع وحدة الطاقة الرابعة لصيانة دورية. أما وحدتا الطاقة الأولى والثانية، فهما في وضع إيقاف توليد الكهرباء".
وخلص البيان إلى أن الخلفية الإشعاعية في الموقع الصناعي لمحطة الطاقة النووية والأراضي المجاورة لم تتغير وتتوافق مع القيم الطبيعية.
يُشار إلى أن قوات نظام كييف تقوم بشكل دوري، بهجمات استفزازية تحاول من خلالها استهداف منشآت محطات الطاقة النووية الروسية، وتعمل على قصفها بالمسيرات الجوية والقذائف الصاروخية وغيرها من الأسلحة، دون أن تأبه بالعواقب الفادحة التي قد تنجم عن ذلك.
روسيا تُعلن تدمير مخبأ مُحصّن تابع لـ«زيلينسكي» قُرب لفوف
من جهة أخرى، في تحول لافت في مسار العمليات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، أعلنت «موسكو» عن استهداف وتدمير مخبأ محصن قُرب مدينة «لفوف»، تزعم أنه كان يُستخدم من قِبل زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي». الإعلان الروسي، الذي يأتي وسط تصعيد مُستمر، يفتح الباب أمام تساؤلات حول الأهداف الجديدة للحملة العسكرية الروسية وإشاراتها السياسية.
وأفادت «مصادر روسية»، بإصابة مركز قيادة مُحصّن في ضواحي مدينة «لفوف» الأوكرانية، كان يُستخدم كمقر احتياطي من قِبل «زيلينسكي» لإدارة العمليات العسكرية، وذلك إثر ضربة دقيقة نفذتها «القوات الروسية»، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
مجمع لفوف المُحصّن.. من حلف وارسو إلى قيادة أوكرانيا
وكشف الخبير العسكري، «فاسيلي دانديكين»، عن الأهمية التاريخية والاستخدام المُحتمل للمنشأة في الوقت الحاضر، مُوضحًا أن هذا المجمع الذي تم بناؤه في الحقبة السوفيتية صمم لاحتياجات جيوش حلف «وارسو»، وكان يُمثّل منشأة هندسية متطورة.
وقال دانديكين: «في العهد السوفيتي، تم تجهيز مركز قيادة مُحصّن ذي أهمية استراتيجية في لفوف. هذا ليس مجرد ملجأ، بل هو مجمع كامل من المنشآت تحت الأرض. على الأرجح، كان يُستخدم كمركز قيادة احتياطي للقوات المسلحة الأوكرانية. ولا يُستبعد أن يكون ممثلون من دول حلف الناتو قد تواجدوا هناك أيضًا».
وأشار «دانديكين»، إلى أن المنشأة كانت تتمتع بنظام حماية مُتعدد المستويات، وربما استُخدمت لتنسيق العمليات في الاتجاه الغربي، كما كانت واحدة من مراكز القيادة الاستراتيجية المهمة ومخبأ مُحصّن لفلاديمير زيلينسكي.
وفي نفس العملية، تم استهداف مصفاة للنفط في «دروغوبيتش» ومنشأة بتروكيماوية في «كريمنتشوغ».
ضربة روسية مُكثفة تطال منشآت استراتيجية أوكرانية
وفي ليلة (29) يونيو، شن الجيش الروسي ضربة مُكثفة باستخدام صواريخ «كينجال» والطائرات المُسيّرة ضد منشآت الصناعة العسكرية ومصافي النفط في أوكرانيا.
ونقلت وسائل الإعلام عن انفجارات وحرائق في مناطق لفوف وبولتافا وإيفانو-فرانكيفسك وتشركاسي، بالإضافة إلى نيكولايف وزابوروجيه. وبحسب مراسلي الحرب والقنوات الروسية، استهدفت القوات المسلحة الروسية محطة «بورشتين» الحرارية، ومطار «كولباكينو»، بالإضافة إلى مصفاة النفط في كريمنتشوغ ودروغوبيتش.
ولم تُؤكد السلطات الأوكرانية رسمًيا استهداف مصافي النفط. كما خسرت كييف خلال عملية التصدي للهجوم مقاتلة أخرى من طراز «إف 16».
روسيا تُعلن إسقاط 10 مُسيّرات أوكرانية كانت مُتجهة نحو موسكو
وفي وقت سابق، أفادت «وزارة الدفاع الروسية»، بأنها أسقطت (10) طائرات مُسيّرة أوكرانية كانت مُتجهة نحو العاصمة «موسكو»، مُشيرة إلى أن هذه العملية تعكس القدرات الدفاعية المتقدمة للجيش في التصدي للتهديدات الجوية.