بينت: «حكومة نتنياهو فشلت في الحفاظ على دعم المجتمع الدولي»

في انتقاد مباشر للسياسات الإسرائيلية الراهنة، حمّل رئيس الوزراء السابق، «نفتالي بينت»، حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية التدهور المُتسارع في صورة إسرائيل على الساحة الدولية، مُشيرًا إلى أنها لم تعد تحظى بالدعم الذي اعتادت عليه من حلفائها التقليديين.
وفي هذا الصدد، قال نفتالي بينت، إن حكومة بنيامين نتنياهو "استنزفت بشكل غير مسبوق" جنود الاحتياط في الجيش، ودفعت معظم دول العالم للوقوف ضد تل أبيب، داعيا إلى تغييرها.
الحكومة وعجز أمني
وذكر بينت، في تدوينة في حسابه على منصة "إكس"، أن "الحكومة فشلت في إعادة الأسرى (المحتجزين من قطاع غزة) وهزيمة حركة حماس".
وأضاف: "سياسات الحكومة تسببت في استنزاف قوات الاحتياط، ودفعت معظم دول العالم للوقوف ضدنا".
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إلى أن حكومة بلاده "تواصل تأجيج الحرب الداخلية بشكل مستمر"، مشددا على أن الحل يكمن في استبدالها.
وشدد بينت، على أن حكومة نتنياهو "تفضل السياسة على حياة مواطنيها، وتؤجج الحرب الداخلية، وما من حل سوى تغييرها".
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى، نتنياهو بإفشال مفاوضات صفقة تبادل مع حماس، لأسباب سياسية تتعلق بعدم تفكيك ائتلاف حكومته وتمسكه بالبقاء في الحكم.
شروط حماس واضحة
ومرارًا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
وتُقدّر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة وفقا للمنظمات الأممية تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و944 قتيلا و155 ألفا و886 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 258 شخصا، بينهم 110 أطفال.
إسرائيل.. انتقادات لاذعة من الحاخام الأكبر لليهود السفارديم ضد نتنياهو ودرعي
من ناحية أخرى، وجّه «الحاخام يتسحاق يوسف»، الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في إسرائيل، انتقادات شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، ورئيس حزب «شاس» أرييه درعي، وذلك خلال درسه الأسبوعي، في خطوة نادرة تعكس توترًا داخليًا مُتصاعدًا في صفوف التيار الحريدي.
وقال الحاخام يتسحاق يوسف في كلمته: "يجب ألا ننسى لنتنياهو أنه شكل الحكومة مع لابيد (يائير لابيد) وطرد الحريديم".
وأضاف: "اليوم هناك 9 معتقلين - معظمهم من السفارديم - كان يجب عليهم تمرير قانون التجنيد قبل تشكيل الحكومة، قبل الميزانية الأولى. لا تستمعوا لبيبي.. لماذا استمعوا له؟"
غضب من أداء شاس
وهاجم الحاخام درعي وكتلة "شاس" قائلاً: "مع كل الاحترام لهم (أعضاء الكنيست)، فهم مبعوثو الحاخامات. الحاخام شالوم كوهين (الزعيم السابق لحزب شاس) كان يصرخ في وجوههم".
وتابع الحاخام تأنيبه: "لماذا تستمعون له (لنتنياهو)؟ إنه ملحد. لماذا تثقون بشخص كهذا؟ لماذا تثقون به ليضع قانون التجنيد؟ لهذا السبب وقعنا في ورطة. إنهم يعتقلون السفارديم بشكل أساسي، لأنهم يعرفون أن الأم ضعيفة، والأب ضعيف".
وواصل الحاخام هجومه على الدولة: "يعتقلون شباب المعاهد الدينية في منتصف الليل، ويطرقون الباب بقوة". كما توجه الحاخام يوسف لطلاب المعاهد الدينية وعائلاتهم بالقول: "انظروا من خلال ثقب الباب، لا تفتحوا الباب. يجب أن تكونوا أقوياء، ليساعدنا الرب لكي تمر هذه الفترة".
كما أشار إلى ما كتبه والده، الحاخام الأكبر عوفاديا يوسف (الذي يعد الزعيم الروحي المؤسس لحزب شاس) خلال فترة حكومة نتنياهو-لابيد، واقتبس قائلاً: "خطر كبير يحدق بنا.. تجنيد شباب المعاهد الدينية. طوبى لمن اجتهدوا في التوراة وأسعدوا خالقهم.. يريدون إزالة سعادة الرب القدير. نحن محاطون بالأعداء والكارهين، وهؤلاء الأشرار - كارهو التوراة - لا يهتمون بكل هذا. يريدون فرض قوانين صعبة وسيئة علينا. نحن في محنة كبيرة.. سنضطر للمغادرة إلى الخارج لدراسة التوراة".
موقف قديم يتجدّد
وأردف الحاخام يوسف أنه هو نفسه حذر من الخطر في الماضي: "أنا أيضًا قلت هذا قبل عامين عندما كنت في منصب رسمي، ولم أخف على الرغم من أنهم قدموا دعاوى قضائية ضدي أمام المحكمة العليا"، مشيرًا إلى ذلك.
واستطرد: "لا يجب أن نخاف، لدينا خشية من الله.. في ليكوود (مدينة أمريكية) ينتظرون ألف شاب آخر للحصول على ميزانية كبيرة من ترامب (الرئيس الأمريكي).. لديهم بالفعل أكثر من 9,000 طالب هناك. الآن لا يمكننا الخروج، لقد أغلقوا علينا، ولكن إذا استطعنا، سنسافر إلى ليكوود لدراسة التوراة. هذا ما قاله الحاخام عوفاديا، وهذه هي 'وجهة نظر توراة' حقيقية"، على حد قوله.
في الوقت نفسه، أقيمت مظاهرة كبيرة مساء السبت خارج سجن "10"، حيث يُحتجز طلاب معاهد دينية متخلفون عن الخدمة تم اعتقالهم.
الحريديم ضد التجنيد
جدير بالذكر أن الأحزاب الحريدية المشاركة في الائتلاف الحكومي بقيادة بنيامين نتنياهو، تعارض أي قانون يفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على طلاب المعاهد الدينية (اليشيفوت)، وتعتبر أن دراسة التوراة هي أهم أولوياتهم، وأن التجنيد يمثل تهديدًا لهويتهم الدينية.
وبعد اندلاع حرب غزة وزيادة الضغط على الحكومة من المحكمة العليا والجيش الإسرائيلي، ألغت المحكمة العليا الإعفاء التلقائي من التجنيد وأصدرت تعليمات للجيش ببدء تجنيد الحريديم، وذلك في ظل الحاجة المتزايدة للقوات العسكرية.
ردًا على ذلك، هددت الأحزاب الحريدية بالانسحاب من الائتلاف الحكومي وإسقاط الحكومة إذا لم يتم إقرار قانون يضمن استمرار إعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية. كما شهدت عدة مدن إسرائيلية، خاصة ذات أغلبية حريدية، مظاهرات واحتجاجات ضد قرار التجنيد، حيث خرج آلاف المتدينين للتعبير عن رفضهم للخدمة العسكرية.
قيادي في حماس يصف حلم نتنياهو بـ«إسرائيل الكبرى» بالوهم
من جهة أخرى، وفي وقت سابق، أكد «عزت الرشق»، القيادي بحماس، أن حلم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بـ«إسرائيل الكبرى» ليس سوى وهم، مُشددًا على ضرورة «تفنيد» هذه الرؤية.