«نتنياهو» يتحدث عن قدرة الجيش على قصف غزة ويُقرّ بإخفاقات الاستخبارات

تحدث «نتنياهو» عن الإمكانيات العسكرية لإسرائيل في قصف غزة، مُستعرضًا إمكانية تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق، مع اعترافه بوقوع إخفاقات استخبارية في 7 أكتوبر، في إشارة إلى التحديات التي تُواجهها تل أبيب في مواجهة «حماس».
وفي هذا الصدد، قال رئيس وزراء إسرائيل في كلمة خلال حدث نظمته قناة "نيوز ماكس" الأمريكية الأربعاء بتل أبيب، إن الجيش يمكنه قصف غزة كما قصف الحلفاء مدينة درسدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية.
وأضاف نتنياهو لقناة "نيوز ماكس": "حدثت يوم 7 أكتوبر إخفاقات واضحة وأخطاء استخبارية وغيرها".
جبهات إسرائيل المفتوحة
وفي بداية تصريحاته، أفاد نتنياهو بأن إسرائيل تخوض "حربا على ثماني جبهات، سبع من هذه الجبهات ضد إيران ووكلائها بينما الجبهة الثامنة هي "معركة الحقيقة".
وصرّح بأن "هناك طريقة واحدة فقط للتغلب على الأكاذيب وهي الحقيقة".
وبالانتقال إلى الحرب في غزة، ذكر نتنياهو أن "سياسة التجويع المتعمدة الوحيدة التي نراها في غزة هي تجويع رهائننا".
وتابع قائلا: "يمكنكم رؤية ذلك عندما تنظرون إلى خاطفيهم، وتشاهدون رهائننا الهزيلين المعذبين وهؤلاء الحراس البدينين".
وأردف: "إنها طريقة لاختراق الأكاذيب، لأن الجبهة الثامنة التي كنت أتحدث عنها هي المعركة لاختراق الأكاذيب وإظهار الحقيقة".
ولفت رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن "تل أبيب لا تتبع سياسة تجويع واتبعت ولا تزال، سياسة فصل المدنيين عن المقاتلين على جبهتين".
نتنياهو يرد على الاتهامات
وأوضح قائلا: "الجبهة الأولى هي مناطق القتال الفعلية.. لقد أرسلنا ملايين الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية.. لم يحدث هذا من قبل في حرب يدعو فيها الجيش الذي يقاتل الإرهابيين في بيئة حضرية، المدنيين إلى المغادرة، فيطلق العدو النار عليهم إذا حاولوا المغادرة.. ثم تلام إسرائيل على ارتكاب إبادة جماعية، هذا أمر سخيف".
وواصل نتنياهو: "عنصر الإبادة الجماعية هو حماس.. عنصر الإبادة الجماعية هو المحور الإيراني الذي يدعو علنا إلى إبادة إسرائيل والعديد من اليهود".
وأكمل رئيس الوزراء بأن "التهمة الباطلة هي الإبادة الجماعية والتهمة الباطلة الثانية هي التجويع"، مشيرا إلى أن الفصل الثاني الذي فرضته إسرائيل بين المدنيين والمقاتلين كان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
واستطرد: "لو كانت لدينا سياسة تجويع الآن، بعد قرابة عامين من بدء الحرب، لكان جميع سكان غزة قد ماتوا.. لكنهم ليسوا كذلك لأن هذه ليست سياستنا".
نتنياهو يُحمّل حماس المسؤولية
وذكر أن تل أبيب أرسلت مليوني طن من المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، لأن هذه هي طريقتنا في إدارة الحرب، زاعما أن حماس هي من تسببت في مشكلة الجوع، وتسببت في مشكلة النقص.
وأشار إلى أن إسرائيل منخرطة حاليا في "حملة إنسانية" تعمل من خلالها على مضاعفة وربما مضاعفة أربعة أضعاف عدد نقاط التوزيع التي سيتم تأمينها.
وبيّن أن "حملة الأكاذيب لم تتوقف"، مشيرا إلى صحيفة "نيويورك تايمز" لنشرها صورة مضللة على الصفحة الأولى لطفل يفترض أنه جائع ويعاني من مرض وراثي، وهي واحدة من ثلاث صور لأطفال يعانون من أمراض وراثية استخدمت للادعاء بوجود مجاعة جماعية في غزة.
ونوه إلى اثنين من الأطفال الثلاثة تلقيا الرعاية من إسرائيل، وتم إرسال أحدهم إلى مستشفى إيطالي.
ويبقى موقف «نتنياهو» بمثابة تحذير ضمن سياق التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وحماس، وسط استمرار المخاوف من تصعيد عسكري واسع في غزة.
نتنياهو: «رؤيتي ترتكز على مشروع إسرائيل الكبرى»
بطموحات يراها شخصية وتاريخية في آن، جدد «نتنياهو» تمسكه بمشروع «إسرائيل الكبرى»، مُشيرًا إلى أنه يُؤدي دورًا يتجاوز السياسة ليصل إلى ما وصفه بـ«المُهمة الروحية».
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، بأن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، قال في مقابلة مع قناة "آي 24" إنه يشعر بأنه في "مهمة تاريخية وروحية" وأنه "مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى".
وتشمل إسرائيل الكبرى وفق مزاعم إسرائيلية مناطق تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وجزءا من الأردن ولبنان وسوريا ومصر.
رؤية توسعية لِما بعد الحرب
وبحسب الموقع العبري، استخدمت عبارة "إسرائيل الكبرى" بعد حرب الأيام الستة في يونيو 1967 للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقية والضفة الغربية، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان.
وحين سُئل نتنياهو أثناء المقابلة عما إذا كان يشعر بأنه "في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي" أجاب بأنه "في مهمة أجيال".
وأضاف: "لذلك إذا كنت تسألني عما إذا كان لدي شعور بالمهمة تاريخيا وروحيا، فالجواب هو نعم".
كما ذكرت الصحيفة أن عبارة "إسرائيل الكبرى" استخدمها أيضا بعض الإسرائيليين الأوائل للإشارة إلى إسرائيل الحالية وغزة والضفة الغربية والأردن حاليا.
تبرير للتوغل وإنكار للمجاعة.. «نتنياهو» يُثير الجدل مُجددًا
بينما تتزايد التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية في غزة، اختار «نتنياهو» إنكار الأزمة وتبرير استمرار العمليات، في تصريحات اعتبرها مراقبون محاولة للهروب من الضغوط.