بولتون: فشل خطة بيكر الثانية سببه رفض المغرب استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية

أكد جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأولى، والممثل الأمريكي الأسبق لدى الأمم المتحدة، فشل خطة بيكر الثانية لعام 2003 الخاصة بتسوية قضية إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية.
تسوية قضية إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية
وأوضح أن هذه الخطة كانت تقوم على منح الشعب الصحراوي حكمًا ذاتيًا محدودًا، يعقبه استفتاء لتقرير المصير، غير أن الحكومة المغربية رفضت الالتزام بتنفيذها.
وفي حوار أجراه يوم الثلاثاء 12 أغسطس مع إذاعة "الصحراء الغربية راديو الثورة"، أشار بولتون إلى أن قرارات مجلس الأمن كانت واضحة في الدعوة إلى تنظيم استفتاء يتيح للشعب الصحراوي الاختيار بين الانضمام إلى المغرب أو الاستقلال، لكن الرباط رفضت ذلك.
وربط بولتون بين قضية الصحراء الغربية واستقرار منطقة الساحل، منتقدًا ما وصفه بـ"السياسة التوسعية لنظام المخزن" ومطالباته الإقليمية التي تطال أراضي في الجزائر وموريتانيا، مستشهدًا بخرائط مغربية تؤكد ذلك على حد قوله.
ودعا بولتون الأوروبيين إلى إيلاء اهتمام أكبر بالقضية، نظرًا لقربها الجغرافي من القارة الأوروبية، محذرًا من أن النزاع بين فرنسا وإسبانيا حول الصحراء، باعتبارهما القوتين الاستعماريتين السابقتين، قد يعيق عمل الاتحاد الأوروبي.
وأكد أن فرنسا، رغم تراجع نفوذها في إفريقيا، تحاول عبر تحالفها مع المغرب الحفاظ على مكانتها في المنطقة، معتبرًا أن خسارة المغرب تعني خسارة النفوذ الفرنسي في القارة.
وانتقد بولتون الموقف الفرنسي المعارض لحق الصحراويين في التصويت، مشيدًا بدور جبهة البوليساريو في إبقاء المجتمع الدولي على اطلاع بالسياسة المغربية ورفضها تنفيذ قرارات الأمم المتحدة.
كما أشار إلى فشل المغرب في النيل من صورة الجبهة، التي يعتبرها الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، مؤكدًا أن محاولاته لتقويض مصداقيتها سقطت أمام رقابة دولية صارمة.
واختتم بولتون بالقول إن الرئيس ترامب وصهره جاريد كوشنر لم يستوعبا طبيعة القضية، معربًا عن أمله في أن يتولاها رئيس أمريكي جديد بفهم مختلف.