ألمانيا تُحمّل إسرائيل مسؤولية الاعتداءات على الصحفيين في غزة

مع تصاعد القلق الدولي بشأن استهداف العاملين في المجال الإعلامي خلال الحرب في غزة، خرجت «برلين» بموقف واضح، مُحمّلة «إسرائيل» المسؤولية عن الاعتداءات على «الصحفيين».
وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان لها، عن إدانتها للهجمات الإسرائيلية على الصحفيين في غزة.
وجاء في بيان الخارجية: "على السلطات الإسرائيلية أن تُقدّم تفسيرًا حول مقتل الصحفيين أمس".
وأكد البيان على أن "برلين تُدين هجمات الجيش الإسرائيلي على الصحفيين في قطاع غزة".
الاحتلال يغتال 5 صحفيين قُرب مستشفى الشفاء بغزة
وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة قد أفاد بأن "الاحتلال الإسرائيلي اغتال 5 صحفيين عقب قصف مباشر لخيمة الصحفيين بمحيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة"، فيما أكدت قناة الجزيرة في بيان مقتل صحفييها أنس الشريف، محمد قريقع، إبراهيم زاهر، محمد نوفل، ومؤمن عليوة خلال القصف.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن استهداف الصحفي أنس الشريف، متهما إياه بـ"قيادة خلية تابعة لحركة حماس"، وزاعما امتلاكه أدلة تثبت "تورطه في أنشطة إرهابية"، من بينها "الترويج لإطلاق قذائف صاروخية ضد مواطني إسرائيل".
وكان الشريف قد نفى هذه الاتهامات سابقا عبر منشور على حسابه في منصة "إكس"، مؤكدا أنه لا ينتمي لأي جهة سياسية، ومشددا على أن مهمته الوحيدة هي "نقل الحقيقة من أرض الواقع، كما هي، دون تحيز".
وصية «أنس الشريف».. سطور وداع خطّها قلب مُحب لغزة
لم يكن يعلم أن كلماته ستكون الأخيرة، لكن قلبه كان يكتب بصدق من يعرف أن النهاية قريبة. في وصية مُؤثرة، ودّع الصحفي الفلسطيني «أنس الشريف» عائلته وغزة، تاركًا سطورًا تختصر الألم والحب والانتماء.
وفي هذا الصدد، نشرت صفحة «أنس آل الشريف» على فيسبوك، وصية الصحفي الفلسطيني الراحل أنس الشريف إثر مقتله رفقة (4) صحفيين آخرين في قصف إسرائيلي استهدف محيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة مساء أمس الأحد.
وقال الصحفي الراحل في وصيته التي كتبها في الـ6 من أبريل 2025: «هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة.. إن وصلتكم كلماتي هذه فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي».
بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة، لأكون سندا وصوتا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقة وحارات مخيم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة "المجدل" لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ".
"عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارا، ورغم ذلك لم أتوان يوما عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنا ولم يوقفوا المذبحة التي يتعرض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف".
"أوصيكم بفلسطين، درة تاج المسلمين، ونبض قلب كل حر في هذا العالم..
أوصيكم بأهلها وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يمهلهم العمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران".
"أوصيكم ألا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمس الكرامة والحرية على بلادنا السليبة".
"أُوصيكم بأهلي خيرا، أوصيكم بقرة عيني، ابنتي الحبيبة شام التي لم تسعفني الأيام لأراها تكبر كما كنت أحلم.. وأوصيكم بابني الغالي صلاح الذي تمنيت أن أكون له عونا ورفيق درب حتى يشتد عوده، فيحمل عني الهم، ويكمل الرسالة.. أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلت لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي.. أدعو الله أن يربط على قلبها، ويجزيها عني خير الجزاء".
"وأوصيكم كذلك برفيقة العمر زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرقتنا الحرب لأيام وشهور طويلة لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكل قوة وإيمان".
"أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندا بعد الله عز وجل".
"إن متُّ، فإنني أموت ثابتا على المبدأ، وأشهد الله أني راض بقضائه، مؤمن بلقائه، ومتيقن أن ما عند الله خير وأبقى.. اللهم تقبلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورا يضيء درب الحرية لشعبي وأهلي".
"سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيت على العهد، ولم أُغير ولم أبدّل".
"لا تنسوا غزة.. ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول".
أيقونة الصحافة الراحلة.. «الرشق» ينعى أنس الشريف شاهد المجاعة في غزة
من ناحية أخرى، قدّم عضو المكتب السياسي في حركة حماس، «عزت الرشق»، تعازيه في استشهاد الصحفيين «أنس الشريف ومحمد قريقع»، وطاقم تصويرهما، الذين قضوا في غارة إسرائيلية على مدينة غزة.