صراع داخل الحكومة الإسرائيلية.. «سموتريتش» يُهاجم «نتنياهو» باتهامات حادة

شهدت الأوساط السياسية في «إسرائيل» تصاعدًا غير مسبوق في حدة الخلافات داخل الحكومة، بعد أن وجه وزير المالية المتطرف، «بتسلئيل سموتريتش»، انتقادات حادة لرئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، مُتهمًا إياه بـ«الاستسلام وخيانة أهداف الحرب».
وفي تصريحات لاذعة تكشف عُمق الانقسام داخل أعلى هيئات صنع القرار في إسرائيل، شن «سموتريتش» هجومًا غير مسبوق على «نتنياهو».
سموتريتش ينتقد ضعف نتنياهو وعجزه عن النصر
واتهم سموتريتش نتنياهو بـ"الضعف" و"العجز عن تحقيق النصر" في حرب غزة، ووصف قرارات الكابينيت الحربي الأخيرة بشأن احتلال قطاع غزة بأنها "عملية بلا هدف".
وأعلن وزير المالية رفضه الوقوف خلف القرارات الأخيرة، وقال: "للمرة الأولى منذ بداية الحرب.. لا أستطيع دعم قرار الكابينيت. نتنياهو استسلم للضعف والعاطفة، ولن يتمكن من حسم أمر حماس".
وشدد سموتريتش على أن "إرسال الجنود لتنفيذ عمليات عسكرية أقرها الكابينيت بلا هدف حاسم هو أمر غير أخلاقي".
تراجع الثقة بقدرة نتنياهو على قيادة الجيش نحو الانتصار
وكشف أن الهدف الحقيقي للعملية العسكرية الجديدة ليس تحقيق النصر، بل "ممارسة الضغط على حماس من أجل تحقيق صفقة تبادل أسرى جزئية"، وهاجم نتنياهو بقوله: "فقدت الثقة في أن رئيس الحكومة قادر أو حتى يريد قيادة الجيش نحو الانتصار! المهمة في غزة لم تنتهِ، وأهداف الحرب لم تتحقق".
وطالب سموتريتش بـ"خطوة حاسمة" تنهي الحرب بإحدى طريقتين، "أما استسلام حماس الكامل وإعادة جميع الأسرى دفعة واحدة، أو هزيمة المنظمة عسكريا وتدميرها بالكامل ثم ضم أجزاء كبيرة من غزة وفتح باب الهجرة الطوعية للسكان".
وأضاف: "يجب الاستمرار في الحرب حتى لو كانت الأثمان باهظة ويجب أن تتخذ الحكومة قرار الحسم، دفعنا أثمانا باهظة لكننا حققنا الكثير من الإنجازات. وإذا منحنا حماس هدنة مؤقتة فهذا سيسمح لها بإعادة بناء نفسها".
الشارع الإسرائيلي ينتفض.. ضغوط مُتزايدة على «نتنياهو» لوقف الحرب وإنجاز صفقة تبادل
في مؤشر على تنامي السخط الداخلي، يُواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، ضغوطًا مُتصاعدة من الشارع، الذي بدأ يفقد الثقة بقدرة الحكومة على تحقيق إنجاز عسكري حاسم، في وقت تتزايد فيه الدعوات لإبرام صفقة تُنهي مأساة الأسرى وتضع حدًا للحرب.
تل أبيب تحتشد لعودة الأسرى
وفي هذا الصدد، شارك مئات الآلاف من الإسرائيليين، في المسيرة المركزية المطالبة بعودة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، في ساحة المختطفين بتل أبيب.
وتظاهرت عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين عند بوابة مقر وزارة الأمن في مدينة تل أبيب، وذلك في أعقاب قرار الكابينيت احتلال مدينة غزة، وبالتزامن مع تجدد الاحتجاجات الإسرائيلية في تل أبيب والعديد من المفارق والبلدات بالبلاد للمطالبة بإنهاء الحرب على غزة والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وهاجمت المتحدثة باسم عائلات الأسرى ووالدة أحد الأسرى الإسرائيليين، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قائلة «إذا قمت باحتلال أجزاء من القطاع وقتل المختطفين، سنُلاحقك في الساحات والحملات الانتخابية وفي كل زمان ومكان. سنُذكر شعب إسرائيل ليلًا ونهارًا، بأنك كنت قادرًا على إبرام صفقة تبادل أسرى، وقررت أن تقتلهم. يداك ستكونان ملطختين بدمائهم».
وأضافت: أن «الكابينيت حسم يوم الخميس الماضي مصير الأسرى، بحيث أن الأحياء سيقتلون فيما ستختفي جثث القتلى إلى الأبد. ما تسرب من تلك الجلسة يثبت أن هذا ليس كابينيتًا سياسيًا أمنيًا إنما كابينيت الموت».
وتابعت: «لا يوجد لهذا المسار دعم جماهيري، ومعظم الشعب يُريد إنهاء الحرب وإعادة الجميع إلى بيوتهم. على نتنياهو أن يطرح اتفاقًا شاملًا لإنهاء الحرب بشكل حقيقي وقابل للتنفيذ، لكنه اختار قتلهم وفرض علينا حربا أبدية».
تل أبيب تُجسد مُعاناة الأسرى بالجوع
وفي «ساحة المختطفين» بتل أبيب، نظم «عرض الجوع» عقب نشر مشاهد لأسيرين إسرائيليين يُعانيان من جراء التجويع في قطاع غزة، وذكرت عائلات الأسرى «لا تسمحوا بالتضحية بأحبائنا على مذبح حرب أبدية. إن إعادة المختطفين الخمسين والمختطفة الوحيدة هي النصر الإسرائيلي الحقيقي. هذه هي المصلحة القومية الوحيدة، أعيدوهم قبل فوات الأوان».
ومن المزمع أن تعقد عائلات الأسرى الإسرائيليين مؤتمرًا صحافيًا عند الساعة 11:00 من ظهر غد الأحد، من أجل الإعلان عن الموعد الرسمي لبدء إضراب اقتصادي شامل بمشاركة شركات خاصة ومنظمات ونقابات وأفراد، بالإضافة إلى عرض خطوات احتجاجية مشتركة جديدة تحت شعار «الصمت يقتل – نوقف الدولة لإنقاذ المختطفين والجنود».
إسرائيل.. خطة «نتنياهو» لاحتلال غزة تحصل على موافقة حكومية رسمية
بينما تتزايد الضغوط السياسية والعسكرية على الحكومة الإسرائيلية، حازت خطة «نتنياهو» لاحتلال قطاع غزة على دعم حكومي رسمي، ما يعكس توجهًا نحو تصعيد الموقف وإعادة رسم خريطة السيطرة الأمنية في القطاع، وسط تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات الخطة.