لبنان.. كتلة حزب الله: تبني الحكومة الورقة الأمريكية انقلاب على البيان الوزاري

انتقدت كتلة حزب الله البرلمانية تبني رئيس الحكومة اللبنانية للورقة الأمريكية، معتبرة أن ذلك يشكل انقلابًا على البيان الوزاري ومخالفة لاتفاق الطائف.
بيان كتلة حزب الله البرلمانية:
وطالبت كتلة حزب الله البرلمانية، الحكومة بتصحيح مسارها وعدم الانجرار خلف الطلبات الأمريكية التي تصب في مصلحة العدو الإسرائيلي.
هاجمت كتلة "الوفاء للمقاومة"، الذراع البرلماني لحزب الله اللبناني، موقف رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام من الورقة الأمريكية الأخيرة، معتبرة أن تبنيه لها يمثل "انقلابًا" على تعهدات حكومية سابقة وردت في البيان الوزاري، كما أنه يشكل مخالفة صريحة للميثاق الوطني واتفاق الطائف.
وفي بيان عاجل صدر عقب اجتماعها الأسبوعي، أعربت الكتلة عن رفضها الشديد لما وصفته بـ"التسرع المريب" من قبل الحكومة ورئيسها في تبني المطالب الأمريكية، مشيرة إلى أن ذلك يعكس انحيازًا واضحًا لمصالح واشنطن والعدو الإسرائيلي على حساب السيادة اللبنانية.
وأضاف البيان أن ما أقدمت عليه الحكومة يمثل "انزلاقًا خطيرًا"، ويهدد التوازنات الوطنية الداخلية، داعيًا إلى ضرورة تصحيح المسار فورًا، وعدم الارتهان لضغوط خارجية تسعى لتصفية قضايا استراتيجية تتعلق بالمقاومة وثروات لبنان البحرية.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الجدل السياسي في لبنان بشأن ملف ترسيم الحدود البحرية، والموقف من المقترحات الأمريكية، في وقت يشهد فيه الداخل اللبناني حالة من الانقسام الحاد حول دور المقاومة ومستقبل العلاقات الإقليمية والدولية.
في خطوة لافتة قد تعيد تشكيل المشهد السياسي والأمني في لبنان والشرق الأوسط، نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية، المقربّة من حزب الله، وثيقة مسرّبة وُصفت بأنها تمثل "المقترح النهائي" الذي قدّمه المبعوث الأمريكي توم باراك إلى الحكومة اللبنانية، بهدف التوصل إلى تسوية شاملة بين لبنان وإسرائيل، تتضمن تفكيك حزب الله عسكريًا خلال أربعة أشهر، مقابل انسحاب تدريجي وكامل لإسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة.

الوثيقة، التي تحمل عنوان "تمديد وتثبيت إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل – نوفمبر 2024"، جاءت نتيجة أشهر من المشاورات خلف الكواليس بين عدة أطراف دولية وإقليمية، أبرزها الولايات المتحدة، فرنسا، الأمم المتحدة، ووسطاء عرب كالسعودية وقطر.
وقد عُرضت مؤخرًا على مجلس الوزراء اللبناني في جلسة وُصفت بأنها عاصفة ومشحونة سياسيًا.
خلفية المشهد: حزب الله وإسرائيل على حافة الحرب
منذ تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل على خلفية الحرب الإسرائيلية في غزة عام 2023، أصبح الجنوب اللبناني ساحة توتر شبه يومي.
القصف المتبادل، واستهداف المواقع الحساسة، وتحليق الطائرات المسيّرة، كل ذلك خلق بيئة محفوفة بالخطر، وسط مخاوف حقيقية من اندلاع حرب شاملة مشابهة لما جرى عام 2006.