مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مأساة في غزة.. 20 قتيلاً وعشرات الجرحى بحادث انقلاب شاحنة مساعدات

نشر
غزة
غزة

في ظل أزمة إنسانية مُتفاقمة، تفجرت مأساة جديدة في «غزة» بانقلاب شاحنة مساعدات، راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين بين قتيل وجريح، في مشهد يُبرز هشاشة حياة المدنيين.

وفي هذا الصدد، اتهمت حكومة غزة إسرائيل باتباع سياسة «هندسة الفوضى والتجويع» بحق سكان القطاع، وذلك بعد مقتل (20) مدنيًا وإصابة العشرات في حادثة انقلاب شاحنة مساعدات غذائية بالمحافظة الوسطى.

هندسة الفوضى والتجويع

وأوضح بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن «الاحتلال أجبر الشاحنة على المرور عبر طرق غير آمنة سبق أن تعرضت للقصف، ما أدى إلى وقوع الحادث وسط تجمع مئات المدنيين الذين ينتظرون المساعدات منذ أسابيع، في ظل إغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الأساسية بشكل منتظم».

وحمّل البيان «الاحتلال والدول الداعمة له، وعلى رأسها الولايات المتحدة، المسؤولية الكاملة عن تفاقم الكارثة الإنسانية التي تطال أكثر من 2.4 مليون فلسطيني»، واصفًا ما يجري بأنه «إبادة جماعية مكتملة الأركان» وفق القانون الدولي.

ودعت حكومة غزة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التدخل الفوري لفتح المعابر بشكل كامل وآمن، وضمان تدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود دون عراقيل أو اشتراطات سياسية، محذرة من أن الوضع في غزة تجاوز كل الخطوط الحمراء.

حادث جديد في غزة وسط حصار خانق

وتأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة وقائع دامية مشابهة شهدها القطاع خلال الأشهر الماضية، حيث قُتل وأُصيب مئات المدنيين خلال محاولاتهم الوصول إلى المساعدات في ظل الحصار الخانق، وهو ما تقول السلطات في غزة إنه نتيجة مباشرة لسياسة إسرائيلية ممنهجة لإضعاف المجتمع الفلسطيني وضرب استقراره الداخلي.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ألف شخص قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات في القطاع منذ أن بدأت مؤسسة «غزة الإنسانية»، المدعومة من الولايات المتحدة، عملها في مايو الماضي، نتيجة إطلاق القوات الإسرائيلية و«عناصر حماية» النار باتجاه المجوعين الباحثين عن الطعام.

الأمم المتحدة تُعبّر عن قلقها إزاء احتمال توسيع إسرائيل عملياتها بغزة

من ناحية أخرى، وسط استمرار التوترات في قطاع غزة، عبّرت «الأمم المتحدة» عن قلقها من احتمال تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية، مُعتبرة أن توسيع نطاق القتال سيُفاقم الأزمة الإنسانية القائمة.

ووصفت الأمم المتحدة، التقارير التي تُشير إلى احتمال توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بأنها "مقلقة للغاية" في حال صحتها.

وقال ميروسلاف جينكا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في غزة: "التقارير المتعلقة بقرار محتمل لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في أنحاء قطاع غزة بأنها مقلقة للغاية إذا صحت"، مؤكدا أن خطوة كهذه "ستنذر بعواقب كارثية، وقد تعرض حياة الرهائن المتبقين في غزة لمخاطر أكبر".

وأضاف: "القانون الدولي واضح في هذا الصدد.. غزة تُعد جزءا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية ويجب أن تظل كذلك".

تنياهو قرر احتلال غزة بضوء أخضر أمريكي

ومساء أول أمس الاثنين، نقلت القناة "12" العبرية عن مسؤولين بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم تسمهم، أن الأخير اتخذ قرارا بالاحتلال الكامل لقطاع غزة، وتوسيع العمل العسكري بضوء أخضر أمريكي ضد حركة "حماس"، لمناطق يُعتقد أن الأسرى الإسرائيليين فيها.

ومنذ 17 مايو الماضي، ينفذ الجيش الإسرائيلي عدوانا بريا باسم "عربات جدعون"، يتضمن التهجير الشامل للفلسطينيين من مناطق القتال، بما فيها شمال غزة إلى جنوب القطاع، مع بقاء الجيش بأي منطقة يحتلها.

ووفقًا لوزارة الصحة في قطاع غزة فقد بلغت حصيلة ضحايا استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم 9,519 قتيلا و 38,630 إصابة.

وأشارت الوزارة إلى أن عدد ضحايا "لقمة العيش" في القطاع الذين وصلوا المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية 52 قتيلا و 352 إصابة،  نتيجة استهداف مستفيدي المساعدات، ليرتفع بذلك إجمالي الضحايا الذين استقبلتهم المستشفيات إلى 1,568 قتيلا وأكثر من 11,230 إصابة.

كما سجلت مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية 8 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينهم طفل و7 بالغين، وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 188، من بينهم 94 طفلا.

ترامب: «مسألة احتلال غزة شأن إسرائيلي»

من جهة أخرى، في تصريح يحمل دلالات سياسية كبيرة، قال الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، إن مسألة «احتلال غزة» شأن إسرائيلي، ما قد يُفهم على أنه تفويض ضمني لإسرائيل باتخاذ ما تراه مُناسبًا في التعامل مع القطاع.