أسلحة يوم القيامة.. من يمتلكها وأين تُخزّن؟

في ظل تصاعد التوترات الدولية، وعودة التهديدات باستخدام سلاح يوم القيامة—وهو الوصف الذي غالبًا ما يُستخدم للإشارة إلى الأسلحة النووية—تتصاعد المخاوف من دخول العالم في سباق تسلح نووي جديد يُهدّد الأمن العالمي.
تصريحات صدرت عن مسؤولين إسرائيليين رسميين، عقب تصاعد التوتر مع عدد من الدول في الشرق الأوسط، أثارت الجدل حول طبيعة هذه الأسلحة، ورغم أن التهديد باستخدامها لا يزال محل جدل، إلا أن مجرد الحديث عنها يفتح الباب أمام أسئلة استراتيجية عميقة حول مستقبل الردع العالمي والسباق النووي.
1. من يطلق هذا المصطلح؟ ومن الذي يُهدّد باستخدامه؟

في يونيو 2024، نقلت الصحافة الإسرائيلية عن يائير كاتس، رئيس مجلس العاملين في صناعة الطيران الإسرائيلي، قوله إن "تل أبيب تمتلك القدرة على كسر المعادلة باستخدام ما يُعرف بـ 'أسلحة يوم القيامة'، وذلك إذا تعرضت لخطر وجودي من دول مثل إيران واليمن وسوريا والعراق وغيرها" .
هذه التصريحات اعتُبرت تلميحًا إلى أن الخيار النووي ليس مستبعَدًا إذا وصلت الأمور إلى تقاطع مصيري بين إسرائيل والجوار الإقليمي.
ومنذ ذلك الحين، تناقش التقارير أنّ هناك مسؤولين إسرائيليين متطرفين في الداخل قد أيدوا استخدام القوة النووية في سيناريو مواجهة غزة، وكان ذلك قد أثار استنكارًا واسعًا من محللين سياسيين وأمنيين .
بيد أن النقاد استبعدوا هذه الدعوات على أرض الواقع، معتبرين أن إسرائيل لم تواجه خطرًا وجوديًا من جهة غزة بحسب المعايير التقليدية للردع النووي .
2. ما المقصود فعليًا بـ "سلاح يوم القيامة"؟

عادة ما يشير هذا المصطلح إلى القنبلة النووية، لكن بحسب صحيفة معاريف، سياق حديث كاتس يوحي بقوة ردعية يمكن أن تُستخدم كخيار آخر بكسر المعادلة، أي فرض ردّ مدمّر لمن يهدّد وجود إسرائيل .
المحللون يُميلون إلى أن هذا التهديد هو تهديد نووي تكتيكي أو استراتيجي بغطاء رمزي، يُستخدم كأداة ترويع سياسي أكثر من تهديد فعلي بالتنفيذ، على الرغم من أن السياق الراهن لا يمكن تجاهله.
3. إلى أي مدى تمتلك إسرائيل قدرة فعلية؟
التقديرات حول ترسانة إسرائيل النووية لا تزال غير دقيقة نظرًا لسياسة عدم النفي ولا التأكيد التي تعتمدها الدولة. بحسب تقرير سكاي نيوز عربية، تشير تقديرات إلى أن إسرائيل تمتلك حوالي 90 رأسًا نوويًا، بينما تناقل البعض رقمًا يتجاوز 400 رأسا . ومع ذلك، فإن الأرقام الدقيقة ليست متاحة للعامة.
من جانب آخر، تستند التقديرات إلى خبرات وتجارب فنية، إضافة إلى تحليلات استخباراتية متعددة المصدر، لكن الأمر لا يتجاوز كونه تقديرًا وليست بيانات رسمية.
4. في أي سياق ترى إسرائيل استخدام هذا السلاح؟
بحسب كاتس، فإن السلاح قد يُستخدم إذا قررت دول الشرق الأوسط—من إيران وسوريا واليمن والعراق—شنّ "تفصيلة حسابات وجودية" ضد إسرائيل . في هذه الحالة، تُستخدم هذه الأسلحة كوسيلة أخيرة لضمان البقاء.
ومع ذلك، العديد من التحليلات تؤكد أن استخدام السلاح النووي لا يزال الخيار الأخير، وأن إسرائيل ستتحاشى ذلك مالم يخسر خيار الردع التقليدي، نظرًا للعواقب الكارثية التي قد تترتب على أي نزاع نووي.
5. ما علاقة هذه التصريحات بسياق تصاعد حرب غزة؟

يُنظر إلى السياق السياسي العسكري بعد تصعيد العمليات في غزة كعامل مسرّع لهذه التصريحات دعا بعض النواب في الكنيست بالفعل إلى استخدام القوة النووية ضد غزة، وهو ما شكّل توتراً سياسيًا داخليًا، بينما اعتبره محللون "تطرّفًا غير واقعي"، نظرًا لأن التهديد الحاصل لا يرتقي إلى مستوى التهديد الوجودي الذي يستدعي اللجوء إلى الخيار النووي .
6. هل هناك ترسانة نووية دولية شبيهة بإسرائيل؟
خارج نموذج إسرائيل المغاير بسياساتها من حيث الشفافية، هناك تسع دول يُعتقد أنها تمتلك أسلحة نووية. وتشير تقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) واتحاد العلماء الأمريكيين إلى أن عدد الرؤوس النووية في العالم يبلغ نحو 12,241 رأسًا نوويًا حتى بداية 2025، تتوزع بينها الدول التسع، مع احتفاظ روسيا والولايات المتحدة بحوالي 87% من الإجمالي