مأساة غزة تتصدر غلاف التايم

تصدرت مأساة غزة غلاف مجلة "تايم" في عددها الصادر الأول من أغسطس 2025 بصورة صادمة تعكس حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.

يظهر في الصورة حشد من النساء والأطفال يحملون أواني فارغة في انتظار الحصول على الطعام، في مشهد يلخص أزمة الجوع التي تتفاقم يومًا بعد يوم نتيجة الحصار ونقص الإمدادات الأساسية.
وأشارت المجلة إلى أن الصورة التقطت في أحد مراكز توزيع المساعدات بمدينة غزة، حيث يصطف الأهالي لساعات طويلة على أمل الحصول على وجبة تسد رمقهم وسط أوضاع إنسانية وُصفت بأنها كارثية.
يأتي هذا الغلاف ليُسلط الضوء على معاناة المدنيين في غزة، محذرًا من تفاقم الأزمة الإنسانية ما لم يتم توفير ممرات آمنة للمساعدات الغذائية والطبية العاجلة، في وقت يتزايد فيه القلق الدولي من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع.
وتستمر التصعيدات في «قطاع غزة» مع ارتفاع عدد الضحايا إلى (68) شخصًا، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية التي تُعمّق الأزمة الإنسانية وتزيد من مُعاناة السكان.
وفي هذا الصدد، أعلنت «مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة»، مقتل (68) شخصًا جراء غارات إسرائيلية على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر أمس السبت.
وأكدت «وزارة الصحة الفلسطينية في غزة»، في تقريرها اليومي وصول (95) قتيل إلى مستشفيات قطاع غزة و(304) إصابة خلال 48 ساعة الماضية.
وأشارت الوزارة إلى أن لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأضافت أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى (54,772) شهيدًا و(125,834) مُصابًا منذ 7 أكتوبر 2023.
وأوضحت «الصحة الفلسطينية»، أن عدد القتلى والإصابات منذ (18 مارس 2025) وصل إلى (4,497) شهيدًا و(13,793) إصابة، مما يعكس تفاقم الأوضاع الإنسانية.
إخفاق آلية المساعدات الأمريكية الإسرائيلية واستعداد حكومي في غزة لتأمين التوزيع
من ناحية أخرى، في تطور يعكس محدودية الحلول الدولية للأزمة الإنسانية في غزة، فشلت الآلية المشتركة التي أطلقتها «الولايات المتحدة وإسرائيل» لإيصال المساعدات، في وقت أكدت فيه «حكومة غزة» جاهزيتها لتولي المُهمة بما يضمن الكفاءة واحترام السيادة الميدانية.
بيان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة
وفي هذا الصدد، أكد «المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة»، عبر بيان له، على دور «الأمم المتحدة» المحوري في إيصال المساعدات، مُشيرًا إلى استعداده لتأمين وصول المساعدات لأهل القطاع وحمايتها.
وأوضح البيان أنه «في ظل الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها قطاع غزة، نتيجة سياسة التجويع الممنهج والإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، نود التأكيد على أهمية الدور المحوري والضروري الذي تضطلع به الأمم المتحدة ووكالاتها الأممية المتخصصة في إيصال وتمرير المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين المجوعين، باعتبارها الجهة الدولية الرسمية التي تمتلك الشرعية القانونية والقدرة الميدانية، والتي تعمل منذ أكثر من نصف قرن في خدمة اللاجئين الفلسطينيين وضمان حقوقهم الإنسانية الأساسية».
وجددت حكومة القطاع تأكيدها على «أن البدائل المطروحة لما يُسمى بـ(المساعدات الإسرائيلية-الأمريكية) التي يُشرف عليها ويتبناها الجيش الإسرائيلي، قد أثبتت فشلها الذريع على كل المستويات. فقد اتسمت هذه المشاريع المُسيَّسة بغياب الشفافية ووقعت في فخ الانحياز، وانتهكت أبسط معايير العدالة والكرامة، وتحولت إلى أدوات دعائية لا تستجيب للاحتياجات الفعلية للسكان المدنيين ولكل فئات المجتمع».