أوكرانيا.. «زيلينسكي» يُعلن توسيع برنامج تجنيد الشباب بالتعاقد

في ظل استمرار النزاع مع «روسيا»، كشف زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، عن توجه حكومته لتوسيع برنامج التجنيد العسكري للشباب عبر «العقود»، في محاولة لسد النقص في القوى البشرية وتعزيز الجاهزية القتالية.
وفي هذا الصدد، أعلن «زيلينسكي»، عن توسيع برنامج تجنيد المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين (18 و24) عامًا في القوات الأوكرانية بعقود، مع خطط لجذب المزيد من الشباب للعمل مع الطائرات المُسيّرة.
وقال زيلينسكي في خطاب مسجل: «أعدت الحكومة توسيع برنامج العقود '18-24' (عقد لتجنيد الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا في القوات المسلحة الأوكرانية) لجذب الأشخاص المتحمسين خصيصًا للعمل مع الطائرات بدون طيار».
عقود مُغرية لتجنيد الشباب الأوكراني
وفي وقت سابق، أعلن زيلينسكي عن خططه لجذب الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما إلى القوات المسلحة الأوكرانية من خلال عرض عقد خاص: 24 ألف دولار مقابل سنة خدمة، والقبول في الجامعة دون امتحانات، وقرض إسكان بفائدة 0%. تلا ذلك إعلان وزارة الدفاع الأوكرانية عن إطلاق مشروع لتجنيد متطوعين بعقود في القوات المسلحة الأوكرانية تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما.
وفي 12 أبريل الماضي، صرح قائد إحدى وحدات القوات المسلحة الأوكرانية، شامل كروتكوف، بأن أوكرانيا ستضطر لبدء التجنيد الإجباري للشباب بعمر 18 عاما بسبب نقص المتطوعين والمجندين قسرًا الذين يتم تجنيدهم وفقًا للقوانين الحالية بدءا من سن 25 عاما.
وفي ربيع عام 2024، وقع زيلينسكي قانونا خفض بموجبه سن التجنيد في أوكرانيا من 27 إلى 25 عاما. وفي وقت لاحق، صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جيك ساليفان بأن السلطات الأوكرانية ستضطر لاتخاذ قرار بخفض سن التجنيد إلى 18 عاما.
الاتحاد الأوروبي يحث «زيلينسكي» على التراجع عن قانون يُقوّض هيئات مكافحة الفساد
من ناحية أخرى، في خطوة تعكس تصاعد القلق الأوروبي من «مستقبل الإصلاحات في أوكرانيا»، حث «الاتحاد الأوروبي»، زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، على التراجع عن قانون مُثير للجدل، ترى «بروكسل» أنه يُهدد استقلالية الهيئات المعنية بمكافحة الفساد، ويُقوّض التزامات كييف تجاه الشفافية والحكم الرشيد.
وفي هذا الصدد، وجهت «مارتا كوس»، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع، نداءً إلى «زيلينسكي» للتراجع عن القانون الذي يُقوّض صلاحيات هيئات مكافحة الفساد في أوكرانيا.
وأكدت «كوس»، عبر لقاء تلفزيوني أثناء إجابتها عن سؤال حول ما إذا كانت تعتقد أنه يجب إلغاء القانون، أنها تُؤيد إلغاءه، مُضيفة: «نعم، سنرى، سيكون ذلك رائعًا».
استقلال هيئات مكافحة الفساد شرط للانضمام
وأضافت أن رسالتها لزيلينسكي تعكس قلقها من إقرار مثل هذا القانون، مُشيرة إلى أن «مكافحة الفساد هي أحد المعايير الأساسية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وأن وجود هيئات ومنظمات مُستقلة لمكافحة الفساد في الدولة هو شرط مُسبق».
يُذكر أنه في يوم الثلاثاء الماضي، أيد «البرلمان الأوكراني»، مشروع قانون يلغي استقلالية جهازين رئيسيين لمكافحة الفساد هما المكتب الوطني لمكافحة الفساد والنيابة المتخصصة لمكافحة الفساد. كما قام «زيلينسكي» لاحقًا بالتوقيع على القانون. واعتبر عدد من النواب الأوكرانيين هذا القانون بمثابة إلغاء لهياكل مكافحة الفساد في البلاد.
أوكرانيا تشهد احتجاجات وتحركًا قضائيًا ضد القانون
وبحلول المساء، أفادت وسائل الإعلام عن بدء احتجاجات في كييف ولفوف ودنيبروبتروفسك وأوديسا ومدن أخرى. كما تجمع المتظاهرون في كييف بالقُرب من مكتب زيلينسكي. وفي وقت لاحق، أعلن النائب الأوكراني «ياروسلاف جيليزنياك»، أن النواب يعتزمون الطعن في القانون أمام المحكمة الدستورية.
ووفقًا لتقارير صحفيين غربيين، خطط مكتب زيلينسكي لإقرار القانون الذي يحد من صلاحيات المكتب الوطني لمكافحة الفساد والنيابة المتخصصة لمكافحة الفساد بطريقة تجعله يمر بأقل قدر من الاهتمام من حلفاء كييف الغربيين. ونقلت صحيفة «فاينانشال تايمز»، أن النواب الأوكرانيين تلقوا تعليمات بالحضور في يوم محدد للتصويت على القانون لضمان إقراره.
ويُتوقع أن تُراقب «بروكسل» عن كثب تطورات هذا الملف في الأسابيع المُقبلة، وسط تحذيرات من أن تمرير هذا القانون دون تعديل قد يُؤثر سلبًا على الدعم الأوروبي المُستمر لكييف، سواء سياسيًا أو اقتصاديًا.
«زيلينسكي» يكشف عن جولة تفاوضية جديدة مع روسيا هذا الشهر
من جهة أخرى، في خطوة قد تفتح نافذة جديدة للحوار بعد أشهر من الجمود، كشف زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، عن موعد جولة تفاوضية جديدة مع «روسيا»، مُؤكدًا استمرار التزام كييف بالمسار السياسي رغم تعقيدات الوضع الميداني.